بعد تعدد حالات الانتحار في سوهاج: الأسباب والعلاج الأحد 23 فبراير 2025

شهدت محافظة سوهاج في الآونة الأخيرة ارتفاعًا ملحوظًا في حالات الانتحارمما أثار قلقًا واسعًا في المجتمع ودفع إلى البحث عن الأسباب الكامنة وراء هذه الظاهرة المقلقة وسبل علاجها
و يمكن أن تعزى أسباب الانتحار إلى عدة عوامل، منهاضعف الإيمان لانه عندما يضعف إيمان الشخص بالله وقدرته على تجاوز المحن، قد يقع فريسة لليأس والقنوط. قال تعالى: "وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ ۖ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ" (يوسف: 87) وايضا الجهل بحرمة الانتحار لانه قد يجهل بعض الأشخاص خطورة الانتحار وعواقبه الوخيمة في الدنيا والآخرة. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قتل نفسه بشيء عذب به يوم القيامة ومنها اليأس والقنوط و يعتبر اليأس والقنوط من كبائر الذنوب في الإسلام، وهما من أبرز الأسباب التي تدفع الشخص إلى الانتحار. قال تعالى: "وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ" (الحجر: 56) كذلك الضغوط النفسية والاجتماعية يمكن أن تؤدي إلى الانتحار مثل الفقر والبطالة والعنف الأسري حيث تؤدى الىتدهور الحالة النفسية وزيادة خطر الانتحار. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ليس الشديد بالصرعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب" وهناك الابتلاءات والاختبارات فالحياة مليئة بالابتلاءات والاختبارات، وقد يظن البعض أن الانتحار هو الحل الأمثل للتخلص من هذه الابتلاءات، دون إدراك أن الصبر والاحتساب هما مفتاح الفرج. قال تعالى: "وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ۗ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ" (البقرة: 155)
ولكن هناك مجموعة من الحلول والعلاجات التي يمكن أن تساعد في الوقاية من الانتحار وعلاجه، ومنها تقوية الإيمان فيجب على الشخص أن يسعى إلى تقوية إيمانه بالله من خلال الصلاة والذكر وقراءة القرآن والتقرب إلى الله بالأعمال الصالحة. قال تعالى: "أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ" (الرعد: 28) وايضا التوكل على الله فيجب على الشخص أن يتوكل على الله في جميع أموره وأن يعلم أن الله هو القادر على تغيير الأحوال وتفريج الكروب. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير، تغدو خماصا وتروح بطانا".
و الصبر والاحتساب فيجب على الشخص أن يصبر على الابتلاءات وأن يحتسب أجره عند الله، وأن يعلم أن الله لا يكلف نفسًا إلا وسعها. قال تعالى: "إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ" (الزمر: 10).
ولابد من طلب المساعدة من العلماء والدعاة لطلب المشورة والدعم الديني. قال تعالى: "فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ" (النحل: 43).وهناك الدعم الاجتماعي من خلال المجتمع الذى يجب أن يقدم الدعم الاجتماعي للأشخاص الذين يعانون من الضغوط النفسية والاجتماعية وأن يساعدهم على تجاوز محنهم. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا". ولابد من التوعية والتثقيف: يجب على المؤسسات الدينية أن تقوم بدورها في التوعية بأهمية الصحة النفسية وخطورة الانتحار، وأن تقدم الدعم النفسي والإرشادي للأشخاص الذين يحتاجون إليه وهناك أمور يجب وضعها في الاعتبار للبعد عن فكرة الانتحار مثل المحافظة على الصلوات في أوقاتها و قراءة القرآن الكريم وتدبر معانيه وذكر الله تعالى في كل وقت وحين و الدعاء والتضرع إلى الله تعالى والاستعانة بالصبر والصلاة وكذلك الصحبة الصالحة التي تعين على الخير ولابد من الرضا بقضاء الله وقدره و التفاؤل وحسن الظن بالله ويجب أن نذكر دائما ان الله تعالي قالفى كتابة"إن مع العسر يسرا" وتذكر دائما أن "لا يأس مع الحياة، ولا حياة مع اليأس" وكما قالالشاعرايضا "ضاقت فلما استحكمت حلقاتها فرجت وكنت أظنها لا تفرج"
لذلك فان الانتحار ليس حلاً لأي مشكلة، بل هو كارثة تؤدي إلى خسارة الدنيا والآخرة. يجب على المجتمع أن يتكاتف لمواجهة هذه الظاهرة الخطيرة، وأن يقدم الدعم النفسي والديني للأشخاص الذين يعانون من الأفكار الانتحارية