احداث هامة مع نور سلامة
يطل علينا يوم 20 أبريل من كل عام محملاً بصفحات من تاريخنا العربي، تشهد على تحولات سياسية واجتماعية عميقة، وإن كانت تحتفظ بذكرى أقل وضوحًا لإنجازات علمية بارزة في هذا التاريخ تحديدًا.
في مثل هذا اليوم من عام 1822، طوت صفحة من صفحات النفوذ الشعبي في مصر، حين أمر محمد علي باشا بنفي الزعيم الوطني وعالم الأزهر عمر مكرم إلى طنطا. كانت هذه الخطوة تعكس صراعًا على السلطة وتوجيه بوصلة البلاد نحو رؤية الحاكم.
وبالنظر إلى أواخر القرن التاسع عشر، نجد قرارًا عثمانيًا صدر في 20 أبريل من عام 1897، حمل في طياته تداعيات اجتماعية واقتصادية على الجالية اليونانية في مصر، حيث أمر الباب العالي بطردهم في ظل أجواء سياسية متوترة بين الدولتين.
ومع إطلالة القرن العشرين، سعى العرب نحو الاستقرار وطي صفحة النزاعات. ففي 20 أبريل 1905، شهدت حضرموت اليمنية بارقة أمل مع إعلان هدنة إنجرامز التي هدفت إلى إخماد نار الفتن القبلية في المنطقة.
ولم يخلُ تاريخ هذا اليوم من فصول مؤلمة، ففي عام 1980، اتخذت السلطات العراقية قرارًا بترحيل الأكراد الفيليين، تاركة جرحًا عميقًا في الذاكرة الوطنية.
وفي خضم الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، كان ليوم 20 أبريل محطة أخرى عام 1985، حين نجحت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة في إطلاق سراح مئات الأسرى الفلسطينيين في صفقة تبادل مع إسرائيل.
ومع بداية الألفية الثالثة، حمل يوم 20 أبريل معه بصيص أمل نحو مستقبل علمي مشرق في المنطقة، حيث تم في عام 2000 افتتاح المركز العلمي التابع لمؤسسة الكويت للتقدم العلمي. هذا الصرح الذي رعاه قادة الكويت ولبنان، يمثل خطوة هامة نحو تعزيز البحث العلمي ونشر المعرفة في العالم العربي.
ولم تتوقف الأحداث عند هذا الحد، ففي عام 2004، اهتزت الساحة الفلسطينية مجددًا باغتيال عبد العزيز الرنتيسي، أحد أبرز قادة حركة حماس، في حدث ترك تداعيات واسعة على مسار القضية الفلسطينية.
وفي عام 2005، شهد لبنان تحولًا تاريخيًا في 20 أبريل، حين انسحبت آخر القوات السورية من أراضيه، منهية بذلك عقودًا من الوجود العسكري السوري وتاركة الساحة اللبنانية أمام تحديات جديدة.
وفي الآونة الأخيرة، وتحديدًا في عام 2015، كان ليوم 20 أبريل ذكرى مؤلمة في اليمن، حيث سقط عشرات الضحايا في غارة جوية استهدفت صنعاء ضمن عمليات عاصفة الحزم.
يبقى يوم 20 أبريل شاهدًا على تقلبات التاريخ العربي، يحمل في طياته ذكريات مؤلمة ولحظات أمل، ويؤكد على أن مسيرة المنطقة لا تتوقف عن التغير والتحول.
