8 مايو.. يوم انطفأت نيران الحرب العالمية الثانية في أوروبا الخميس 8مايو 2025
في مثل هذا اليوم من عام 1945، تنفّست البشرية الصعداء بعدما طُويت واحدة من أحلك صفحات التاريخ الإنساني، بإعلان استسلام ألمانيا النازية دون قيد أو شرط، لتضع بذلك حدًا للحرب العالمية الثانية في القارة الأوروبية، في يوم سُجل في الذاكرة العالمية باسم "يوم النصر في أوروبا" (V-E Day).
دامت الحرب ست سنوات دامية، راح ضحيتها أكثر من 60 مليون إنسان، وامتدت نيرانها لتطال كل ركن في الأرض تقريبًا. لكن في فجر الثامن من مايو، أعلن الحلفاء – بقيادة بريطانيا، فرنسا، الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي – قبول استسلام ألمانيا، بعد انتحار أدولف هتلر وسقوط العاصمة برلين في قبضة القوات السوفيتية.
خرجت الجماهير في لندن وباريس وواشنطن إلى الشوارع، تحمل الأعلام وتبكي فرحًا بانتهاء الكابوس. الملك جورج السادس خاطب شعبه من قصر باكنغهام، بينما ظهر رئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل على شرفة وزارة الدفاع ملوّحًا بعلامة النصر، قائلاً: "هذا هو يوم النصر.. الحرب ضد ألمانيا انتهت."
رغم الاحتفال، لم يكن ذلك اليوم نهاية تامة للحرب، إذ استمرت العمليات العسكرية في المحيط الهادئ ضد اليابان حتى أغسطس 1945. كما لم تُمحَ آثار الدمار والخراب بسهولة، إذ ظلت أوروبا سنوات تتعافى من جراح الحرب.
علّمت الحرب العالم أن القوة العسكرية وحدها لا تصنع سلامًا، وأن الكراهية والعنصرية تؤدي إلى حروب لا يخرج منها أحد منتصرًا. فكان من رحم الألم ميلاد منظمة الأمم المتحدة في نفس العام، كصرخة أمل تسعى لمنع تكرار المأساة.
اليوم، ونحن نستعيد ذكرى 8 مايو، لا نحيي فقط لحظة انتصار عسكري، بل نحيي ذكرى ملايين الأرواح التي سقطت في سبيل الحرية. لعلنا نتعلم أن السلام لا يُمنح، بل يُصنع بإرادة الشعوب، وحكمة القادة، ويقظة الضمير الإنساني.
