القنبله النووية ... هيروشيما

فى أغسطس 1945، أقدمت الولايات المتحدة الأمريكية على خطوة تُعد من أخطر القرارات في تاريخ البشرية، حيث قصفت مدينة هيروشيما اليابانية باستخدام القنبلة النووية. الحدث الذي وصف بأنه أبشع الجرائم الإنسانية على الإطلاق شكّل نقطة تحول غير مسبوقة في التاريخ، وسنتناول في السطور القادمة تفاصيل هذه الكارثة الفاجعة، وكيف غيّرت العالم برمته.

قبل الغوص في تفاصيل الحادثة، لا بد من العودة قليلًا إلى نشأة القنبلة النووية نفسها. ففي إطار مشروع سري حمل اسم "مشروع مانهاتن"، تعاونت الولايات المتحدة مع المملكة المتحدة وكندا لتصميم وبناء أول قنبلة نووية. أشرف على الجانب العلمي من المشروع الفيزيائي الأمريكي روبرت أوبنهايمر، والذي أدى في النهاية إلى إنتاج قنبلة "ليتل بوي"، وهي قنبلة ذات انشطار مصوب مصنوعة من النظير النادر لليورانيوم المعروف بـ 235. تم اختبار القنبلة لأول مرة في السادس عشر من يوليو عام 1945 بالقرب من نيو مكسيكو، وحقق الاختبار نجاحًا غيّر المعادلات العسكرية والسياسية بالكامل، مما منح الولايات المتحدة قوة غير مسبوقة واستعدادًا أكثر لمواجهة اليابان.

في مايو 1945، عينت لجنة خاصة بقيادة أوبنهايمر مجموعة أهداف محتملة للقصف النووي، منها كيوتو وهيروشيما ويوكوهاما. الاستراتيجية التي اعتمدت في اختيار الأهداف ركزت على مواقع صناعية وعسكرية حضرية فائقة الأهمية. اختيرت هيروشيما في النهاية لكونها مركزًا عسكريًا كبيرًا وموقعًا استراتيجيًا ذا أهمية حيوية. كما أن تضاريسها المحاطة بالتلال كانت عاملاً إضافيًا لتعظيم تأثير الانفجار.

كان الهدف المعلن من استخدام السلاح النووي هو إجبار اليابان على الاستسلام الفوري وغير المشروط وفقًا لما جاء في إعلان بوتسدام الصادر في السادس والعشرين من يوليو 1945. الإعلان الذي أصدره الرئيس الأمريكي، هاري ترومان، مع زعماء الحلفاء كان بمثابة إنذار أخير لليابان. إلا أن الحكومة اليابانية، بقيادة رئيس الوزراء حينها كانتارو سوزوكي، تجاهلت التحذير وأعلنت رفضها لإعلان بوتسدام، مما عزز قرار الولايات المتحدة بتنفيذ الضربة.

في السادس من أغسطس 1945، وفي تمام الساعة الثامنة والربع صباحًا حسب توقيت هيروشيما، انطلقت القنبلة "ليتل بوي" من طائرة أمريكية بقيادة الكولونيل بول تيبتز. القنبلة التي احتوت على 60 كيلوجرامًا من اليورانيوم 235 انفجرت على ارتفاع حوالي 600 متر فوق المدينة بعد سقوط استغرق 57 ثانية. أدى الانفجار إلى دمار يعادل 13 كيلو طن من مادة TNT، ليجعل هيروشيما جحيمًا على وجه الأرض. بلغ نصف قطر الدمار نحو 1.6 كيلومتر، فيما امتدت الحرائق الناتجة عن الانفجار عبر مساحة شاسعة بلغت نحو 11 كيلومتر مربع، وأسفرت عن تدمير حوالي 70% من منشآت المدينة.

بلغ عدد القتلى فور التفجير ما بين 70 ألفاً إلى 80 ألفاً، أي ما يعادل حوالي ثلث سكان المدينة آنذاك، بينما أُصيب ما لا يقل عن 70 ألف شخص آخرين بجروح خطيرة. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد؛ إذ قُتل أكثر من 90% من الأطباء و93% من الممرضين العاملين في هيروشيما أو تعرضوا للإصابات. 

ساعات قليلة قبل وقوع الكارثة كانت هيروشيما مدينة نابضة بالحياة بفضل موقعها العسكري والصناعي الهام، حيث ضمت معسكرات جيشية، ومستودعات للعتاد العسكري، وقواعد اتصالات مركزية. أما بيوتها الخشبية وهياكلها الصناعية المبنية من إطارات خشبية فقد جعلتها أكثر عرضة للدمار الكامل.

في النهاية، كان قرار استخدام القنبلة النووية بمثابة رسالة دموية للعالم ورسالة مباشرة لليابان لإجبارها على إنهاء الحرب العالمية الثانية. ومع أن القرار أوقف الحرب سريعًا، إلا أنه ترك أثرًا دائمًا وصفحات مأساوية صادمة في سجل التاريخ البشري 

رفت القنبلة عن مسارها بمقدار 240 مترًا تقريبًا نتيجة تأثير الرياح المتعامدة، مما أدى إلى سقوطها على عيادة شيما للجراحة بدلًا من الهدف الأصلي، وهو جسر يودي. تسبب الانفجار الناتج في قوة تعادل حوالي 13 كيلو طن من مادة TNT، وشمل نصف قطر دائرة الدمار حوالي 1.6 كيلومتر. بالإضافة إلى ذلك، اشتعلت الحرائق وانتشرت في مناطق متعددة على مساحة تقدر بحوالي 11 كيلومترًا مربعًا، وأُفيد بتدمير نحو 12 كيلومترًا مربعًا من مساحة المدينة بالكامل. 

أدت الكارثة إلى فقدان هيروشيما نحو 70% من منازلها، فيما لقي بين 70 إلى 80 ألف شخص، ما يعادل حوالي 30% من سكان المدينة، مصرعهم على الفور. كما أُصيب نحو 70 ألف شخص آخر بجروح. من بين هذه الخسائر البشرية، قُتل أو جُرح أكثر من 90% من الأطباء و93% من الممرضين في هيروشيما، حيث كانت الأغلبية منهم في منطقة وسط المدينة التي تأثرت بشكل مباشر بالانفجار. وفي وقت لاحق، تم الإعلان عن مقتل ما يزيد عن 140 ألف شخص نتيجة التفجير النووي الذي نفذته الولايات المتحدة الأمريكية ضد اليابان