المشهد الانتخابي في البلينا بين زخم الترشح وحاجة المواطن للاختيار الواعي

أولا المشهد العام
يشهد مركز البلينا بمحافظة سوهاج واحدة من اكثر المعارك الانتخابية سخونة في انتخابات مجلس النواب ٢٠٢٥ بعد ان اعلن رسميا حتى الان اكثر من خمسة واربعين مرشحا خوض السباق البرلماني وهو رقم غير مسبوق يعكس حالة من الحراك السياسي والاجتماعي داخل الدائرة التي لطالما عرفت بثقلها الانتخابي ووزنها القبلي
ثانيا وعي الناخب وتغير المعايير
التنوع في قائمة المرشحين يفتح ابوابا واسعة للنقاش حول معايير الاختيار فالمواطن البسيط لم يعد يرضى بالشعارات الفضفاضة او الوعود التقليدية بل اصبح يبحث عن ممثل حقيقي يعبر عن قضاياه ويطرح حلولا قابلة للتنفيذ لمشاكله اليومية وعلى رأسها الخدمات العامة والتعليم والصحة وفرص العمل
ثالثا القبيلة والسياسة
تاريخ البلينا في المشاركة السياسية يؤكد ان الصوت القبلي كان دائما لاعبا رئيسيا في تحديد النتائج الا ان المشهد الحالي يشير الى تغير تدريجي في وعي الناخبين الذين باتوا اكثر ميلا لتقييم البرامج الانتخابية والسيرة الذاتية للمرشحين بعيدا عن العصبيات الضيقة فالتجارب السابقة اظهرت ان المجاملات القبلية لم تحقق التنمية المرجوة ولم تدفع عجلة الخدمات الى الامام
رابعا تحديات التنافس
المتابع للمشهد يدرك ان حجم التنافس الكبير بين المرشحين قد يكون سلاحا ذا حدين فمن ناحية يوسع دائرة الاختيار امام الناخب ومن ناحية اخرى قد يؤدي الى تفتت الاصوات وفوز من لا يحظى بالقبول الشعبي الواسع وهنا يبرز دور الحملات الانتخابية المنظمة القادرة على التواصل المباشر مع الجماهير وطرح برامج واضحة قابلة للقياس والمتابعة
خامسا مهام البرلمان القادم
ان البرلمان القادم امامه تحديات جسيمة تبدأ من الرقابة الصارمة على الجهاز التنفيذي وتمر عبر صياغة تشريعات داعمة للاستثمار والتنمية المحلية ولا تنتهي عند الدفاع عن حقوق المواطن امام غلاء الاسعار وتردي بعض الخدمات وهو ما يجعل الاختيار الواعي ضرورة وطنية وليست مجرد عملية شكلية
سادسا رسالة للناخب
الرسالة الاهم للناخب في البلينا اليوم هي ان صوته امانة ومسؤوليته التاريخية ان يختار من يضع مصلحة الدائرة فوق مصالحه الشخصية او الحزبية ومن يملك رؤية عملية لا مجرد وعود انتخابية زائلة فالمرحلة المقبلة تحتاج نوابا مقاتلين داخل البرلمان لا ممثلين للزينة