قسم شرطة طهطا ينجح في تحرير طفل 4 سنوات بعد خطفة من دائرة المركز بسوهاج

لم تكن والدة الطفل "أسَر بهاء" تتوقع أن تتحول دقائق عملها داخل مستشفى طهطا العام إلى أطول ساعات مرت بها في حياتها. لحظة واحدة فقط التفتت فيها، لتفاجأ بأن صغيرها – الذي لم يُكمل عامه الرابع – قد اختفى من أمام باب المستشفى دون أثر… لتبدأ شرارة حالة طوارئ اجتاحت مدينة طهطا بأكملها.
في تلك اللحظة، كان اللواء حسن عبدالعزيز، مدير أمن سوهاج، يتلقى إخطارًا عاجلًا من اللواء محمود طه، مدير إدارة البحث الجنائي، يفيد باختفاء الطفل. التحرك جاء سريعًا… وحاسمًا.
فريق بحث موسّع جرى تشكيله على الفور بقيادة العميد طارق أبو سديرة، والعقيد محمد سيف، والرائد أحمد إسماعيل، والرائد عبد الرحيم السمان، تحت إشراف دقيق من مدير إدارة البحث الجنائي.
بدأت الخيوط الأولى للقضية من محيط المستشفى… كاميرات، شهود، تحركات غامضة، ورصد لخط السير. لكن المفاجأة أن خط سير الطفل اتجه ناحية طريق سوهاج، ما جعل المهمة أكثر تعقيدًا، وأوسع من دائرة طهطا الضيقة.
لم يستسلم رجال البحث. ساعات من تتبع التحركات، وتمشيط القرى، وفحص كل احتمال.
إلى أن قادتهم الشكوك إلى قرية هادئة بمركز سوهاج. وهنا دخل الرائد أحمد عبدالرحمن، رئيس مباحث مركز سوهاج، على خط المهمة.
معلومة صغيرة… ملاحظة دقيقة… بابٌ يُفتح في توقيت غريب…
كل ذلك قاد الفريق إلى منزل المتهم طلعت إ. م.، ٤٨ عامًا، المقيم بنجع صعدالله بقرية تونس.
وبين جدران المنزل… كانت اللحظة التي ينتظرها الجميع:
طفل صغير يجلس في ركن الغرفة، يبدو خائفًا لكنه بخير… كان هو أسَر.
المنفذون للمداهمة لم يستطيعوا إخفاء مشاعر الارتياح… لحظة انتصار فى سباق مع الزمن.
ومع بداية التحقيقات أمام الرائد أحمد إسماعيل، انهار المتهم واعترف بأن دافعه لارتكاب الجريمة كان “رغبته في تربية طفل”… بعد سنوات من عدم الإنجاب.
انتهت القصة بعودة أسَر إلى أحضان أسرته، وبتحريك النيابة العامة التحقيقات مع المتهم… لكنها ستظل واحدة من أكثر القضايا التي عاشها أهالي طهطا بقلوب واجفة، وساعات لا تُنسى من الخوف والترقُّب… قبل أن تنتهي بنَفَسِ ارتياح طويل.