18:10 | 23 يوليو 2019

صفقة مقـــاتلات مصرية تقلب موازين القوى فى الشرق الأوسط

12:59pm 11/12/25
صورة أرشيفية
أيمن بحر

تسعى مصر إلى توسيع مصادر تسلـــيحها وتنويع شركائها المحتملين فالتوجه نحو الصفقات الغربية لا يغلق أمامها خيار الاقتراب من المعسكر الشرقى إذ يظل الهدف الرئيسى للقاهرة هو تعزيز قدراتها الدفاعية وعدم الانحياز لأى طرف فى بيئة إقليمية معقدة ومتداخلة.
فى هذا السياق التقى الرئيس عبد الفتاح السيسى بسكرتير مجلس الأمن الروسي سيرجى شويغو الذى زار القاهرة فى شهر نوفمبر 2025 على رأس وفد يضم كبار المسؤولين فى مجالى التســـلح والطاقة النــــووية. وأشارت وكالة تاس الروسية إلى أن المحادثات شملت آفاق تنفيذ الاتفاقات التى أُبرمت على أعلى مستوى، بما فى ذلك التعاون العسكرى والعسكرى التقنى.
 ومن المرجح أن تفتح زيارة الوفد الروسى الباب أمام القاهرة لاستكشاف بدائل عسكرية شرقية خاصة في ظل الجمود الممتد منذ عدة أشهر بخصوص صفقة مقــــاتلات إف-15 مع الولايات المتحدة حيث لم تصدر أى تصريحات واضحة من الإدارة الأمريكية تؤكد التزامها بالصفقة أو بجدول زمنى لتنفيذها فى وقت أعربت فيه إســــرائيل أكثر من مرة عن قلقها من تصاعد القوة العسكرية المصرية وأعلنت المنطقة الحدودية معها منطقة عسكرية مغلقة.
وبالموازاة تظهر الصين كخيار ثالث محتمل بالنسبة للقاهرة لا سيما عند الحديث عن مقــــاتلة جى-10 سى القادرة على حمل صــــواريخ جو-جو من طراز PL-15 بمدى يتجاوز 200 كيلومتر ما يجعلها منافسًا قويًا فى المعـــ ارك، إلى جانب تكلفتها المقبولة نسبيًا. وبعد أحداث 7 أكتوبر وما تلاها من تطورات ومع توسع برامج التســـلح فى المنطقة، تجد مصر نفسها أمام ضرورة مواكبة التوازنات الإقليمية وبناء قوة ردع متينة، بحسب المصطلحات العسكرية.
على مدى سنوات بحثت مصر تجديد سلاح الجو من خلال الخيارات الأمريكية والروسية والصينية بحيث تخدم القوات المصرية بشكل أفضل على المدى الطويل. ومن بين هذه الخيارات تبرز مقـــاتلة إف-15 إى إكس (F-15EX) الأمريكية التي تتميز بقدرتها على تنفيذ عمليات بعيدة المدى، سواء لضرب أهداف استراتيجية أو لحماية المجال الجوي فى عمق البحر الأحمر والبحر المتوسط. إلا أن تكلفتها المرتفعة والقيود الأمريكية على تزويد مصر بأســــلحة متطورة من هذا النوع تمثل تحديًا كبيرًا.
أما الخيار الروسى فيتمثل بمقــــاتلة سوخوى سو-35 وهى من الجيل الرابع قادرة على حمل مجموعة واسعة من الأسلحة بثمانية أطنان ومتفوقة جويًا وأرضيًا وقد اختُبرت خلال الحـــرب الأوكرانية. غير أن صعوبة صيانتها واحتمالية مواجهة عقوبات على مشتريات الأســـ لحة الروسية تجعلها أقل جاذبية على المدى الطويل.
وأخيرًا، تبقى الصين خيارًا ثالثًا عبر مقــــاتلة جى-10 سى التى تجمع بين التكنولوجيا الحديثة وتكلفة مقبولة نسبيًا رغم وجود تحديات لوجستية مرتبطة بسلاسل التوريد، إذا رغبت مصر فى تنويع خياراتها بعيدًا عن الولايات المتحدة وفرنسا وروسيا. وفى هذا الإطار، لا يعد القرار المصري مجرد مسألة تقنية أو عسكرية بل انعكاسًا لتوجه القاهرة الاستراتيجى فى التعامل مع القوى الكبرى: الولايات المتحدة، الصين، وروسيا.
 

تابعنا على فيسبوك

. .
paykasa bozum