عبدالحى عطوان يكتب : اخطر معارك مصر الطائفية وتراجع الوعى الجمعى

تابعت عن كثب على مدار الأيام الماضية ما نشر عن قضية الطفل ياسين عبر صفحات التواصل الاجتماعي وما تداولته المواقع الإخبارية بمختلف سياساتها التحريرية وبحث البعض منها عن نسبة المشاهدات والتريند بالإضافة الى ما كتبه البعض على جميع المستويات المثقف وقليلى الثقافة الأستاذ الجامعى والغير متعلم..
وللاسف الشديد أصابنى الإحباط والاكتئاب ليس فقط بسبب بشاعة الجرم والجريمة التى تناولوها والتى نرفضها جميعا لأنها تضرب أركان المجتمع الأخلاقية في مقتل ونطالب في حال ثبوتها بحكم قضائي باقصى عقوبة على مرتكبيها ولكن ما أصابنى وأحزننى هو طريقة تناولها وشكل المخزون الداخلى الذى طفا على السطح والذى وضح فيه تدنى الاخلاق والقيم الإنسانية وانحسار الوعى الجمعى لابعد درجاته بل أكاد أجزم رأيت في هذا التناول تهديدا مباشرا ضد الوطن نفسة بغض النظر عما يختلف معى فى هذة الجمله او من يعتقد اننى واهيًا أو مجنونًا..
اليوم اذا كنا لا نريد أن ندفن رؤؤسنا في الرمال علينا أن نعترف ان الوعى الجمعى في خطر محدق وكل ما ينشر عبر ثقافات مختلفة خلال الفترة الأخيرة او من خلال طريقة وآليات التعليم لم يغير من مخزون طائفى بات راسخا يطفو حينما يستغل بشكل أو بآخر.. علينا أن نعترف أن معركة مصر الحقيقية مع الوعى بعيداً عن الشعارات الحنجورية التى نرددها في المناسبات والزيارات الدينية للاعياد "نسيج واحد" و"عنصرى الوطن" و"الاخوة الاشقاء" !! ..علينا أن ندرك أن الصراع الحقيقي والأعمق بين الدول بل وبين البشر داخل الدول ليس بالسلاح أو القوة الجسدية، بل في قدرة الإنسان على التفكير، والفهم، والتمييز بين الحق والباطل، وبين الحقيقة والتضليل.فقد انهارات دول وجيوش بأكملها بسبب ذلك الوعى الجمعى الذى تضلل لسنوات عبر مخططات صهيونيه وامريكية وبريطانية إرادات نهب ثروات الاوطان وتفتيتها
معركة الوعى اليوم من أخطر معاركنا لأننا في مرحلة فارقة من عمر الوطن تموج بالتحديات الخارجية من جميع الجهات والتحديات الداخلية الخانقة للجميع وخاصة الشباب وعلى رأسها الأزمات الإقتصادية وغلاء الأسعار وتزايد نسب البطالة فالوعي هو ما يُمكّن الإنسان أن يفهم ما وراء الأحداث، ويقاوم محاولات التلاعب بعقله أو توجيهه بطرق غير مباشرة. ولذلك، فإن من يسعى للسيطرة على الناس لا يحتاج دائماً إلى الجيوش، بل يكفيه أن يسيطر على وعيهم بالإعلام، أو التعليم الموجه، أو التضليل الثقافي.
وعلى الدولة نفسها أن تدرك ان أخطر معاركها اليوم هى معركة الوعى فما قيمة بناء الكتل الخرسانية والعقول مغيبة ما قيمة نهضة معمارية دون وعى ثقافى يحصن الإنسان ضد تخريبه مستقبلاً فاليوم أخطر سلاح يُستخدم ضد الشعوب ليس الرصاص، بل التضليل.حينما يُستهدف وعي الإنسان ويحوله من فاعل إلى ضحية، ومن مقاوم إلى تابع، ومن متحد مع أبناء وطنه إلى عدو لأقرب الناس إليه. وهنا تحديدًا تتجلى خطورة الفتنة الطائفية كأداة فعالة لضرب وعي الأمة. لانها لا تنشأ من فراغ، بل تُزرع وتُروى بخبث عبر إعلامٍ يضخ خطاب الكراهية ومن خلال مناهج تعليم تزرع بذور الشك في الآخر المختلف معه طائفيا او دينيا
والنهاية ..معركة الوعى أخطر معارك مصر الحالية والمستقبلية لأنه إذا استُهدف وعي الإنسان وتغييبه يمكن قيادته للتخريب والقتل واطلاق النار، بل يكفيه أن يجعل أبناء البلد الواحد يتناحرون على أساس طائفي، ديني أو مذهبي. وهنا يكون قد انتصر بأقل كلفة، لأنه ضرب النسيج الإجتماعي والهوية المشتركة.. معركة الوعي هي أن تدرك أن الطائفية ليست دفاعًا عن الدين، بل تدمير له ، الطائفية فخ إذا اصبحنا أداة لها سنستيقظ يوماً على حرب يدمر الوطن على رؤؤس الجميع أطفالاً وشبابًا وممتلكات.. بينما السمو والوعى بالمحبة والتسامح وقبول الآخر ونبذ العنف وأعمال القانون وتعاليم الدين الصحيحة هو أساس أركان كل الأديان السماوية
🛑نقطة من اول السطر ..ميراثنا الوحيد نحن وابناؤنا هو مصر أرضًا وجيشًا وشعبًا وهذة قناعتي ووجهة نظرى الشخصية