التسامح... لغة السلام التي نحتاجها اليوم أكثر من أي وقت مضى

في زمن تتسارع فيه الأحداث وتزداد فيه التوترات على مختلف الأصعدة، تبرز قيمة التسامح كأحد أهم المفاتيح لبناء مجتمعات مستقرة ومتقدمة. فالتسامح ليس مجرد شعار نرفعه، بل هو أسلوب حياة يعبّر عن نضج حضاري وإنساني، ينعكس على سلوك الأفراد ومواقف الدول.
التسامح يعني تقبّل الآخر كما هو، دون تعصب أو إقصاء. وهو ما تحتاجه مجتمعاتنا اليوم بشدة، في ظل ما نشهده من نزاعات فكرية وطائفية وعرقية تهدد وحدة المجتمعات وسلامها.
دعوات دينية وإنسانية
جميع الرسالات السماوية دعت إلى التسامح، حيث قال الله تعالى في القرآن الكريم: "فمن عفا وأصلح فأجره على الله"، كما جاء في الإنجيل دعوة صريحة إلى محبة الآخرين والتسامح معهم. وتشترك جميع الحضارات القديمة والحديثة في تقديرها لهذه القيمة، باعتبارها ضرورة للتعايش والاحترام المتبادل.
دور المؤسسات التربوية
من هنا تبرز مسؤولية الأسرة والمدرسة ووسائل الإعلام في ترسيخ ثقافة التسامح لدى الأجيال الجديدة. فتعليم الطفل احترام المختلف، وقبول الرأي الآخر، هو استثمار في مستقبل أكثر سلامًا وعدالة.
رسالة إلى المجتمع
إن بناء مجتمع متسامح لا يعني إلغاء الاختلافات، بل يعني احترامها والتعامل معها بحكمة. ولا بد من الاعتراف بأن التعصب والتطرف لا يولدان سوى الانقسام، بينما يفتح التسامح أبواب الحوار والبناء المشترك.
في الختام، فإن التسامح ليس ضعفًا، بل هو منتهى القوة، وهو السبيل الأنجح لتحقيق الاستقرار والتقدم في مجتمعاتنا.