جمال حسين يكتب : الدكتورة آلاء.. وجع الفقد لـ9 أبناء!

يا له من وجع.. يا له من ألم.. يا لها من كارثة.. كيف لِقلبك أن يتحمَّل ألم فقد أطفالك التسعة فى عمر الزهور فى لحظة واحدة بصاروخ إسرائيلى غادر؟ ومن أين جاءتك القدرة على احتضان أشلائهم داخل الأكياس وكيف استطعت إلقاء نظرة الوداع الأخيرة عليهم؟ كيف تحملك قدماك وأنت تتنقلين داخل المستشفى بين سريرين أحدهما يرقد عليه طفلك العاشر والثانى يرقد عليه زوجك الطبيب وكلاهما يحتاج لمعجزة لإنقاذ حياته مؤمنة بأن ذلك ليس على الله بكثير؟

تذكرت وأنا أتابع مأساة الدكتورة آلاء النجار قصة الخنساء الشاعرة تماضر بنت عمرو، رضى الله عنها، التى أنشدت رثاءً بعد فقد أبنائها الأربعة فى معركة القادسية وجسّدت مقام الأمومة فى التضحية والجهاد، حيث استشهد شقيقاها صخر ومعاوية فى الجاهلية، ثم استشهد أبناؤها الأربعة فى الإسلام خلال مشاركتهم فى معركة القادسية عام 16 من الهجرة ولما بلغها خبرهم، ما زادت على أن قالت: الحمد لله الذى شرفنى بقتلهم، وأرجو ربى أن يجمعنى بهم فى مستقر رحمته، وغلب على شعرها الرثاء حتى غدَتْ أشهر شعراء الرثاء فى عصرها، وكان الرسول، صلى الله عليه وسلم، يستنشدها ويُعجِبه شِعرُها كثيراً.