جمال حسين يكتب : سوريا .. إلى أين؟

اشتباكات دامية بين الدروز وعشائر البدو استمرت عدة أيام سقط خلالها مئات الضحايا قبل فرمان وقف إطلاق النار بين أبناء البلد الواحد.. ما حدث ويحدث يستحق وقفة، خاصة عندما يرفع الدروز علم اسرائيل ويستقوون بالخارج، ويرفع الدواعش علم تركيا التى مكنتهم من الحكم، ويرفع العلويون علم ايران!!
لك الله يا سوريا! لم أصدق عينى وأنا أشاهد بعض السوريين الدروز من أنصار الهاجرى يرفعون علم اسرائيل فى الشوارع وفوق أسطح منازلهم.. اندهشت وأنا أرى استقبال الدروز لأرتال الجيش الصهيونى بالترحاب وهى تقتحم قرى سورية على مسافة كيلومترات من العاصمة دمشق!!
لم اتوقع أن أرى جيش الاحتلال يستبيح كل الاراضى السورية ويقصف وزارة الدفاع ومعسكرات الجيش والقواعد الاستراتيجية بالعاصمة دمشق دون أن يحرك الجيش السورى ساكنا للدفاع عن أرضه وعرضه.. لم أتخيل أن يقتل السوريون بعضهم بعضا، فها هى الميليشيات التكفيرية تضرب الدروز الذين يطلبون حماية اسرائيل.
كدت أجن من رضوخ القوات السورية للضربات الإسرائيلية دون أن تحرك ساكنا بينما يقتلون ويذبحون شركاء الوطن بدم بارد.. وربما كانت استغاثة فصيل سورى بإسرائيل لانقاذه من فصيل سورى آخر ضربا من الجنون ومن رابع المستحيلات، لكن للاسف هذا حدث!!
والسؤال: ما الذى دفع الدروز لفعل ذلك؟ هل وصل بهم الحال الى عدم اعتبار الغزو الصهيونى لبلدهم احتلالا عسكريا واعتباره تحريرا من كابوس الذبح والإذلال الذى عاشوه وعانوا منه من شركاء الوطن؟!
لماذا تفاخر التكفيريون بنتف الشوارب وحلق الشوارب وركل العمائم والتمثيل بالجثث؟ ألا يعلمون أن مثل هذه التصرفات ربما تدق المسمار الأخير فى نعش استقرار سوريا وتقود إلى تقسيمها وتمزيقها الى دويلات وشيع؟
بالتاكيد الدروز أخطأوا حينما استغاثوا طالبين الدعم والمساندة من اسرائيل التى كانت بالأساس تسعى لتشجيع انفصالهم عن الدولة السورية، وكانت تعمل على مدار عقود لتثبت تلك المعادلة .
انتبهوا أيها السادة، فأحداث سوريا كاشفة، وما حدث ويحدث يقدم لنا نموذجا لانهيار الدول بأيدى أبنائها وهو ما حذر ويحذر منه الرئيس عبدالفتاح السيسى مرارا وتكرارا ويقول: معركتنا الحقيقية معركة الوعى، والدول تسقط من الداخل بأيدى ابنائها وعندما تضيع لن تعود مرة أخرى.