جمال حسين يكتب : قراءة متأنية في حركة الشرطة

حظيت حركة الشرطة، التى اعتمدها اللواء محمود توفيق وزير الداخلية، باهتمام كبير على كافة المستويات الشعبية والتنفيذية.. الحركة جاءت متسقة ومتواكبة مع توجهات القيادة السياسية والاتجاه العام للجمهورية الجديدة، بتأهيل القيادات الشابة وتمكينهم لتولى المناصب القيادية.. ربما كانت الحركة هى الأكبر فى السنوات الأخيرة، حيث شملت أكثر من 70 قيادة أمنية لمواصلة تطوير ركائز الأداء الأمنى وضخ دماء جديدة فى الكثير من القطاعات الأمنية، وفى مقدمتها قطاع الأمن الوطنى، الذى يعد الركيزة الأساسية فى المنظومة الأمنية، وساهم بدور كبير مع رفقاء الدرب من رجال القوات المسلحة فى القضاء على الإرهاب ورصد تحركات خلاياه النائمة.

ما لا يعرفه الكثيرون أن إعداد حركة الشرطة السنوية عمل شاق جداً، حيث يعكف قطاع شئون الضباط على فحص الملفات والتقارير الخاصة بآلاف الضباط، ومراعاة القواعد المتبعة التى تحقق العدالة وتراعى الظروف الاجتماعية والصحية للضباط، تحقيقاً للاستقرار النفسى والوظيفى لهم، بما يمكنهم من أداء رسالتهم النبيلة فى حفظ أمن الجبهة الداخلية للوطن بكل احترافية.

وكذلك تعزيز مديريات الأمن والجهات الخدمية الجماهيرية بأفضل العناصر ذات الكفاءة، لمواجهة التطور فى الجرائم المعلوماتية والسيبرانية المستحدثة، ومواصلة تفعيل منظومة التحول الرقمى فى كافة القطاعات، وتكثيف الوجود الأمنى بالتوسعات العمرانية التى تشهدها مصر فى طول البلاد وعرضها، لتأمين كل شبر من أرض المحروسة وتحقيق الأمن والأمان ومطاردة المجرمين، بعد أن نجحت وزارة الداخلية فى تحديث وتطوير منظومتها الأمنية طبقاً لأحدث معطيات العصر.

ركزت حركة الشرطة على تدعيم مديريات الأمن والجهات الخدمية الجماهيرية بأفضل العناصر ذات الكفاءة الفنية والإدارية، من أبرز الأسماء التى شهدتها حركة الشرطة هذا العام تعيين اللواء عاطف عبدالعزيز خالد مساعداً لوزير الداخلية لقطاع الأمن الوطنى، ليكمل المسيرة الناجحة لسلفه اللواء عادل جعفر، وهو القرار الذى أثار رد فعل غاضباً من أبواق جماعة الإخوان الإرهابية، حيث يعد اللواء عاطف عبدالعزيز أحد أبرز قيادات قطاع الأمن الوطنى، وعُرف عنه أنه رجل المهام الصعبة، حيث يمتلك خبرة كبيرة فى ملف مكافحة الإرهاب والتطرف، وشارك فى عدد من العمليات النوعية التى استهدفت ضرب البنية التنظيمية لجماعة الإخوان الإرهابية، ولعب دوراً محورياً فى تفكيك العديد من البؤر الإرهابية وضبط قيادات تنظيمية سرية، وأشرف على عمليات ضبط عناصر حركتى «حسم ولواء الثورة».

أسعدنى الإبقاء على اللواء ناصر محيى الدين مساعداً للوزير لقطاع الإعلام والعلاقات، لأنه صاحب خبرة كبيرة فى هذا المجال، كما أسعدنى تجديد الثقة وتصعيد الكفاءة الأمنية المتميزة اللواء شريف أبوالخير نائباً لرئيس قطاع الأمن الوطنى، وأسعدنى جداً قرار اللواء محمود توفيق، وزير الداخلية، بتصعيد اللواء محمود أبوعمرة رئيساً للمجلس الأعلى للشرطة، واستمراره للعام الثالث على التوالى مساعداً للوزير لقطاع الأمن العام، بعد أن حقق نجاحات غير مسبوقة فى القضاء على البؤر الإجرامية وضبط العناصر الإجرامية فى العديد من المحافظات، وكم كان موفقاً قرار اختيار اللواء عصام غانم مديراً لمباحث الوزارة، حيث إنه كفاءة أمنية متميزة.

ومن القرارات الرائعة تعيين اللواء نضال يوسف مساعداً للوزير لأكاديمية الشرطة، لأنه كما يقال أهل الأكاديمية أدرى بشعابها، وأسعدنى تعيين اللواء حسن عبدالعزيز مديراً لأمن سوهاج، الذى حقق نجاحات أمنية كبيرة خلال عمله بمديرية أمن البحر الأحمر، وكان اللافت للنظر أنه قام بعدة جولات أمنية فى الساعات الأولى لتولى مهام منصبه،

وأسعدنى تجديد الثقة فى اللواء علاء بشندى، مديراً للإدارة العامة لمباحث القاهرة، تقديراً لجهوده الأمنية المتميزة ودوره البارز فى تعزيز الاستقرار وفرض سيادة القانون بالعاصمة، وخبرته الواسعة فى العمل الجنائى وتحقيقه نجاحات أمنية كبيرة فى كبح الجريمة فى القاهرة، التى تعد واحدة من أكثر عواصم العالم ازدحاماً.. وقد لاقى تجديد الثقة فى اللواء علاء بشندى ارتياحاً باعتباره امتداداً لعمالقة الأمن الجنائى بالقاهرة، ويعد رمزاً للأداء الأمنى الحازم والمتميز.

وكذلك تصعيد اللواء علاء فتحى مديراً للإدارة العامة لمباحث الجيزة، حيث إنه أحد القادة الذين صنعوا الفارق فى العمل الجنائى، وأسعدنى جداً تجديد الثقة وتصعيد اللواء عماد حماد وكيلاً للإدارة العامة للمرور، تطبيقاً لقاعدة الرجل المناسب فى المكان المناسب، لأنه من أكفأ رجال المرور وصاحب رؤية فى تخفيف الاختناقات وتنظيم الشارع المصرى، ويوجد ميدانياً على كافة الطرق السريعة فى حملات مستمرة لتحقيق الردع لتهور بعض السائقين وتقليل الحوادث.

ومن القرارات الموفقة تعيين اللواء محمد زهير منصور، مساعداً لوزير الداخلية لقطاع مكافحة المخدرات، لخبرته الكبيرة فى مكافحة المخدرات، وأمامه مسئولية كبيرة فى حماية شبابنا من هذا الخطر القاتل ومواجهة مافيا المخدرات فى الداخل والخارج، أيضاً تجديد الثقة فى اللواء محمد السيد مديراً للإدارة العامة لمباحث القليوبية، الذى حقق نجاحات أمنية كبيرة ونجح فى القضاء على عدد كبير من البؤر الإجرامية.

ومن عجائب الأقدار فى حركة الشرطة هذا العام أن ينتقل اللواء عصام الدين عبدالله، مدير أمن الوادى الجديد، إلى رحاب الله بعد ساعات قليلة من ترقيته وتصعيده مديراً لأمن الوادى الجديد، حيث لقى وجه ربه هو وحارسه متأثرين بإصابتهما فى حادث سيارتهما وهو فى طريقه من سيناء لتسلم منصبه الجديد، مما أشعل منصات التواصل الاجتماعى التى تحولت إلى سرادق كبير، وانهالت كلمات الرثاء والدعاء من زملائه وأصدقائه ومواطنين عرفوه عن قرب.. سبحان الله الذى لا راد لقضائه.