18:10 | 23 يوليو 2019

عبدالحى عطوان يكتب : حين يتحول الرزق إلى "استعراض قوة".. سوهاج ليست غابة

10:53am 02/08/25
عبد الحى عطوان
عبدالحى عطوان

لا شيء أخطر على المجتمعات من أن تُترك الفوضى بلا ردع، والعنف بلا عقاب، والبلطجة بلا حسم.....
ما جرى مؤخرًا من مشهد عبثي أمام محلي "الخلاط" و"فروت آند زلابيا" في قلب مدينة سوهاج، تجاوز حدود الخلافات العادية أو المشاحنات التجارية، ليُجسد نوعًا خطيرًا من استعراض القوة وترويع المواطنين، في تحدٍ صارخ للقانون، ولسكينة المجتمع وهيبة الدولة.
الواقعة – التي شاهدها الناس في الشارع وعلى منصات التواصل – لم تكن "خناقة رزق"، بل كانت محاولة فجة لفرض السيطرة والهيمنة من بعض الأفراد، باستخدام القوة والضجيج والبلطجة، كأن الشارع صار ملكية خاصة، وكأن الرزق يأتي بترويع الناس، لا بإرضائهم!
هؤلاء لا يمثلون نموذج "آكل العيش"، بل يُجسدون الطمع في أبشع صوره.
من يطلب الرزق بعرق الجبين لا يحمل العصي أو يستقوي على الآخرين، بل يكسب الناس بحسن الخلق، لا بعلو الصوت، ولا بتحويل المدينة إلى ساحة صراع.
إن ما حدث في هذه الواقعة ليس مجرد سلوك فردي، بل ناقوس خطر يدق أبواب المجتمع: إذا سكتنا، ومررنا المشهد، فإننا نمنح الضوءَ الأخضر لآخرين كي يفعلوا مثله، ويجعلوا من الشارع قانونهم الخاص.
وهنا يأتي دور الدولة الحاسم في فرض القانون بلا تهاون ولا مجاملة، فالقانون ليس شعارًا يُرفع في المناسبات، بل أداة لحماية المجتمع من الانزلاق إلى الفوضى. يجب أن تكون هناك قرارات واضحة بإغلاق أي منشأة تمارس العنف أو تستعرض القوة، ومحاسبة كل من تسول له نفسه العبث بالأمن المجتمعي.
تطبيق القانون هو السياج الوحيد الذي يحمي الحقوق، ويمنع تحول الشوارع إلى ميادين نفوذ فردي. فإما أن نحتكم للدولة ومؤسساتها، أو نفتح الباب لعصور الظلام.
الدولة وحدها هي من تحتكر القوة بالقانون، وهيبة الدولة لا تُجزَّأ، وأي تهاون في فرض النظام يعني خسارة تدريجية لمبدأ العدالة.
نحن بحاجة إلى تدخل عاجل، وقرارات رادعة، تُعيد ضبط البوصلة وتعيد للساحة العامة هدوءها واحترامها.
سوهاج مدينة حضارة وتاريخ، لا يمكن أن تتحول إلى غابة يتصارع فيها الأقوى.
لا مكان للفوضى، لا مكان للبلطجة.
سوهاج بلد قانون.. ومن لا يحترم القانون، عليه أن يتحمل عواقب فعله.
 

تابعنا على فيسبوك

. .
paykasa bozum