18:10 | 23 يوليو 2019

عبدالحى عطوان يكتب : الإعلام وصناعة "القدوة الزائفة": من التوعية إلى الترويج للتفاهة..القبض على مشاهير التيك توك

12:23pm 03/08/25
عبد الحى عطوان
عبدالحى عطوان

هل هى مصادفة ام مخطط محكم التفاصيل أن نقبع داخل مستنقع برك لمحتوى هابط ومسف ومسئ لوجه الدوله المصرية قبل الأسرة هل هى مصادفة ام مخطط أن يكون هؤلاء التوافه وعديمى الثقافة والباحثين عن المال بأى وسيلة قدوة للشباب وللاجيال القادمة حتى يتم تسطيحها وتفريغها من قيمها وأهدافها وأخلاقها هل مصادفة أن يلعب الإعلام والإعلاميين والفنانيين في خضم موجات التريند السريعة والسطحية، ومع توالي الأحداث المتداولة — والتي لا يمكن الجزم بصحتها أو زيفها ، أن يختار وبالأخص بعض الوجوه الإعلامية الشهيرة، تسليط الضوء على شخصيات "التيك توك" المشبوهة؟

ولماذا تمت استضافة هؤلاء في برامج حوارية، وجرى تقديمهم وكأنهم نماذج ناجحة أو حتى ملهمة؟ بل وصل الحد إلى أن تُدار معهم الحوارات بنفس الحماس والانبهار الذي يُدار به حديث مع عالم فلك أو فيزيائي يتحدث عن أسرار الكون! مشهد عبثي، لكنه كان واقعًا متكررًا خلال الأشهر والسنوات الماضية.

وهنا يأتى الشؤال التالى من المسؤول؟ الإعلام أم الجمهور؟اللوم عادة ما يُلقى على الجمهور بحجة "ما يطلبه المشاهدون"، وكأن الذوق العام سقط فجأة دون مقدمات.
لكن الحقيقة أن الإعلام هو أحد الأسباب الرئيسية في تشكيل هذا الذوق — ليس عبر النقد أو التوعية — بل عبر التلميع المتكرر والترويج لنماذج هشة، لا تملك علمًا ولا قيمة، بل تقدم محتوى يسيء إلى حضارتنا وثقافتنا وتاريخنا.

والمؤكد في لحظة ما، تخلى الإعلام عن دوره في الارتقاء بالوعي، وانحدر إلى مستوى "المتسولين الإلكترونيين"، متخذًا من مشاهدات اليوتيوب والإعلانات هدفًا أسمى من المضمون ذاته.وما أكثر من قال: "ما دام الناس بتتفرج، يبقى ده نجاح" — في منطق أعوج ينزع القيمة تمامًا من صناعة الإعلام ويجردها من رسالتها الأصلية.

وهنا نأتى إلى كارثة أخرى  "التريند" كأفيون جديد نعم التريند أصبح أفيونًا جديدًا: يسيطر على عقول البعض ويخدر وعيهم. لكن المشكلة الأكبر حين يصبح الإعلام هو من يروّج هذا الأفيون، لا من يحذّر منه.حين تتحول المنصات الإعلامية إلى مراكز دعم غير معلنة لأشباه المواهب والمحتويات الخارجة والخادشة، فهنا الكارثة الكبرى. وإذا كان بعض الجمهور قد انحرف ذوقه، فهل واجب الإعلام الانحراف معه؟ الإجابة بكل وضوح: لا.فالإعلام الحقيقي لا يجري وراء الناس، بل يسبقهم بخطوة ويقودهم نحو الأفضل.وحتى لو طال الزمن، فالقيمة تنتصر في النهاية، لا التفاهة.

وهنا يجب دق ناقوس الخطر فى صورة رسالة للمنصات الإعلامية: لا تلوموا الجمهور وحده
لا أحد ينكر أن بعض الشخصيات "التيك توكية" تقدم محتوى لا يمت بصلة للأخلاق ولا للقيم. ولا أحد ينكر وجود شبهات تتعلق بالثراء السريع، وربما أموال مشبوهة أو أعمال غير أخلاقية...لكن قبل أن نتهم، علينا أن ننتظر نتائج التحقيقات ونترك الكلمة الفصل للجهات الرسمية، لا لمنصات التواصل التي نصّبت نفسها محاكم شعبية تنصب المشانق وتصدر الأحكام جزافًا.

لذا ...على الدولة مواجهة تلك الظواهر الحديثه التى تعمل كالسوس الذى ينخر فى جبين الوطن والقبض على كل منشئ محتوى تافه أو يحض على الفسق وعدم الاخلاق  وفي حال ثبوت الجرائم، فليكن هناك حساب عادل... بل اطالب بمصادرة الأموال المشبوهة لصالح مستشفيات مصر التى تعاني من نقص في الأجهزة والدواء والخدمة.المرضى أو لصالح اى مشاريع تنموية خاصة بالفئات الأكثر احتياجا مثل تكافل وكرامه حتى تتسع قاعدة المستفيدين  

والنهاية.... أنا مع حملة "خليها تنضف"
خليها تنضف من القدوات الزائفة.
خليها تنضف من الإعلام المنبطح.
خليها تنضف من صناعة التفاهة باسم الحرية.
خليها تنضف من مدّعي الشهرة وصناع المحتوى الهدّام.

وتبقي كلمة ....للإعلام الحقيقي، إن تبقّى منه شيء:عودوا إلى دوركم الأصيل، فلا تزال هناك فرصة، وإن ضاقت، لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من وعينا الجمعي.

تابعنا على فيسبوك

. .
paykasa bozum