18:10 | 23 يوليو 2019

فريد عبد الوارث يكتب: مقعد طما النيابي.. بين مرارة الفقد وأمل الاسترداد

1:43pm 10/08/25
فريد عبد الوارث
فريد عبد الوارث

قبل سنوات قليلة، جلس أبناء مركز طما يتابعون نتائج الانتخابات البرلمانية بقلوبٍ مشدودة و آمالٍ معلّقة على صناديق الاقتراع، إلا أن النتيجة جاءت كصفعة قاسية... خسرت طما مقعدها النيابي !!! تلك الخسارة لم تكن فقط رقمًا يُضاف إلى جدول النتائج، بل كانت غيابًا سياسيًا مؤلمًا لمركز له تاريخٌ طويل في الحياة النيابية، وتراجعًا لدور طالما لعبه أبناء طما في تمثيل المركز تحت قبة البرلمان و الدفاع عن مصالحه في مختلف الملفات.
لماذا خسرنا المقعد؟
ليست المسألة لغزًا سياسيًا، الحقيقة واضحة و جلية ... تفتّت الأصوات، و غياب التوافق، وكثرة المرشحين من أبناء المركز أنفسهم، كلها عوامل فتحت الباب أمام مرشحين من خارج طما لاقتناص الفرصة، ففي الوقت الذي كان فيه الآخرون يتحركون ضمن كتلٍ موحدة و صفوفٍ مترابطة، كان مشهد طما السياسي يعجّ بالتشرذم، و العائلات الكبيرة تدفع بأبنائها في سباق فردي، و القرى تتعامل بمنطق التنافس المحلي، لا المشروع الوطني.
إذن تحول الحلم النيابي إلى ساحة تنافس شخصي و عائلي، لا مشروع سياسي جماعي! 
التاريخ يطرق الباب من جديد، فمع بدء العد التنازلي للاستحقاق الانتخابي الجديد، يعود السؤال الكبير: هل تعود طما إلى البرلمان؟
و الإجابة، بكل بساطة، تعتمد على أبناء طما أنفسهم، لا على أحدٍ سواهم.
فالعدد في ازدياد، و الطموحات تتصاعد، و الواقع يشير إلى أن عشرات المرشحين المحتملين يعلنون نيتهم خوض المعركة الانتخابية، بعضهم بخلفية خدمية، و بعضهم استنادًا إلى اسم العائلة أو ثقل القرية، و بعضهم الآخر بدافع شخصي لا يرتكز على مشروع سياسي حقيقي.
لنتوقف هنا قليلًا.
إذا استمرت هذه الحالة من التشرذم، و خرج كل طامح إلى الساحة دون حسابات عقلانية، فإن النتيجة شبه محسومة ... سيضيع المقعد مجددًا، كما ضاع سابقًا؛ أما إذا اجتمعنا، و توحدنا خلف مرشح واحد أو اثنين على الأكثر، بدعم شامل من العائلات و القرى والقوى المجتمعية، فإننا قد لا نسترد المقعد فقط، بل نُعيد صياغة دور طما في المعادلة السياسية بالمحافظة.
إلى أبناء طما: لا نريد بطلاً فرديًا.. نريد فريقًا ناجحًا
أبناء طما الكرام، ليس المطلوب اليوم أن يُقدم كل شخص نفسه كبطل انتخابي، بل أن نصنع فريقًا ناجحًا، متماسكًا، يعلي مصلحة المركز فوق الطموحات الفردية، 
توحيد الصف لا يعني أن نتخلى عن الطموح، بل أن نُحسن توجيهه، و أن نضع خارطة طريق فيها تنازلات مؤقتة من أجل مكاسب أكبر.
و نقولها صراحة: المرشح القوي ليس فقط من يملك المال أو الشهرة، بل من يستطيع أن يجمع الناس، و يوحّد الصفوف، ويقف على مسافة واحدة من، فابحثوا عمّن تتوفر فيه هذه الصفات، و قفوا خلفه، بقوة، بإخلاص، وبغير حسابات ضيقة.
الفرصة لا تزال قائمة.. ولكن الوقت يداهمنا
الدوائر الأخرى تتحرك، الأحزاب تستعد، التحالفات تُبنى، و الوقت يمضي، فهل نتحرك نحن أيضًا؟
هل نغلب صوت العقل والحكمة على الاندفاع والعناد؟ هل نتعظ مما حدث، و نؤمن أن الوحدة ليست خيارًا ثانويًا، بل هي السبيل الوحيد للنجاح؟
دعوة للرموز والعائلات والقيادات المحلية
هذه رسالة مفتوحة إلى كل الرموز السياسية و القيادات الشعبية في طما:
اجتمعوا، تحاوروا، افحصوا الأسماء جيدًا، و حددوا الأفضل، و ابنوا توافقًا حقيقيًا يضمن عودة طما إلى موقعها المستحق.
كفاكم خلافات، فقد خسرنا الكثير بسببها، كفاكم تعنتًا، فالخاسر الأكبر ليس المرشح الفلاني أو العائلة الفلانية، بل طما كلها.
من أجل طما.. فلنتوحد
إن أبناء مركز طما ليسوا أقل وعيًا أو وطنية من أي دائرة أخرى، و لكن ما نحتاجه اليوم هو أن نُخرج أفضل ما فينا، أن نسمو فوق الخلافات، و نؤمن أن المقعد النيابي ليس غاية، بل وسيلة لخدمة الناس.
ليكن شعارنا في هذه المرحلة: "لا للمقعد المفقود مرة أخرى.. نعم للوحدة و التوافق"
وليكن هدفنا جميعًا: عودة طما إلى البرلمان، بقوة، بكرامة، و بصوت واحد.
 

تابعنا على فيسبوك

. .
paykasa bozum