عبدالحى عطوان يكتب : برلمان أم نادي مغلق للأعضاء الدائمين؟ ذكر لعلهم يتذكرون!!

في الوقت الذي تتغير فيه الحكومات بايقاع سريع، وتتبدل السياسات، يبقى مشهد البرلمان المصري في كثير من دوائره مثيرا للدهشة والاستغراب وكأنه صورة قديمة لا تتغير إلا قليلاً. نفس الوجوه، نفس الخطابات، ونفس التشبّث بالمقاعد كما لو كانت ملكية خاصة، لا أمانة انتخابية ولا حياة سياسية أو حزبيه بل يشعرك ذلك المشهد انك تعيش داخل فيلم هابط سيناريو معاد وابطاله باتت وجوهاً لا يقبل عليها المشاهد فلا شعبيه ولا خدمات
بعض النواب الحاليين والسابقين يصرّون على الترشح مرة تلو الأخرى، حتى بعد أن فقدوا بريقهم أو أخفقوا في تحقيق تطلعات دوائرهم، وكأن خدمة الوطن لا تتم إلا من خلال الكرسي الأخضر تحت القبة!
يتحدثون عن الديمقراطية بينما يغلقون الابواب أمام أي فرصة لدماء جديدة، ويكررون نفس الشعارات التي استهلكها الزمن.بل توارى بعضهم حتى عن المناسبات الاجتماعية وهى أضعف الايمان
والسؤال الذى بات يتردد على ألسنة الجميع هل وُجد البرلمان ليكون منصة تداول أفكار وتجديد، تسليم وتسلم على الأجيال والشخصيات السياسية المتطلعة أم نادياً مغلقاً يوزع بطاقات العضوية على نفس الأسماء لعقود؟
في دول كثرة تحترم نفسها، هناك حدود زمنية للمناصب التشريعية، لكن عندنا يظل النائب يمدد إقامته في البرلمان حتى يظن المواطن أن المقعد وُلد معه ولن يفارقه إلا بالوفاة أو الاستبعاد بأوامر عليا
واليوم اقولها ناصحا امينًا التجديد ليس رفاهية، بل بات ضرورة سياسية، تتطلبها المرحلة الحالية بكل معطياتها وتحدياتها إذا أردنا حياة نيابية حقيقية.يجب معالجة اخطاؤنا السابقة والتعلم من دروس الماضى بل بات الأمر يتطلب سن قانون رئاسي يحدد الحد الأقصى لدورتين فقط أما استمرار نفس الأسماء بنفس الإمكانيات الشخصية فهو وصفة مضمونة لركود سياسي،وغضب واحتقان شعبي بل هو إعادة تدوير للوعود الفارغة، وإبقاء الشارع في دائرة الإحباط واحساس الناخب بأن لا قيمة لصوته أو انتخابه بصناديق الاقتراع وإحساس النائب لا قيمة لصوت الناخب فهو نجح عبر قنوات اخرى لم يكن بينها المواطن
وهنا يبرز السؤال الكبير: هل تعلمنا الدرس من انتخابات مجلس الشيوخ الاخيرة وعزوف المواطنين عن الخروج وط هل يشهد المجلس القادم تغييرًا واسعًا واستراتيجيا في الوجوه وهل تكون نتائج انتخابات الشيوخ دافعًا لإفراز برلمان يرضي الشارع، نوابه أصحاب شعبية حقيقية؟هل نشهد توجهًا رئاسيًا يدفع من نجح لدورتين إلى التواري لإفساح المجال أمام شخصيات جديدة؟ ودماء جديدة ورؤيه جديدة وهل يجرؤ صانعو القرار على استبعاد الشخصيات التي تضخمت ثرواتها بطرق غير مشروعة خلال فترة تمثيلها البرلمانى خاصة الذين كانوا لا يملكون شيئاً والتاريخ للجميع معروف
وفى النهاية ..لكم الكرسي… ولنا الوطن.
فالمقاعد لا تصنع الرجال، لكن الرجال هم من يصنعون الأوطان. ومن يظن أن نجاح البرلمانى يُقاس بعدد دوراته في البرلمان، فقد اختزل المعنى النبيل للخدمة العامة في سباق للبقاء على مقعد، بينما الوطن الحقيقي يحتاج إلى عقول متجددة، ووجوه جديدة، وإرادة تضع مصلحة الشعب فوق أي لقب أو منصب....خذوا الكراسي ..خذوا المناصب ..لكن سيبو لنا الوطن