فريد عبدالوارث يكتب: "حين يتكلم الصمت العسكري: هل اقتربت لحظة الصدام؟

في توقيت بالغ الحساسية، بثّت وسائل الإعلام الرسمية مشاهد لا تُرى كثيرًا، جمعت القائد العام للقوات المسلحة، ورئيس الأركان، و مدير هيئة الاستخبارات العسكرية المصرية، في اجتماع مُعلن أمام عدسات الكاميرات، اجتماعٌ لم يكن في سياق اعتيادي، و لم يكن ظهوره مصادفة، بل جاء رسالة مُشفّرة و لكنها واضحة لكل من يعنيه الأمر.. الجيش المصري يتأهب... وعيون القاهرة لا تنام.
إسرائيل تُهدد... و مصر تراقب
في المقابل، أعلن مسؤولون إسرائيليون مؤخراً جهوزيتهم الكاملة لاحتلال قطاع غزة، في خطوة لا تُقرأ بمعزل عن التصعيد المتواصل، و العدوان المُمنهج، والتوتر الإقليمي المتصاعد، لكن التهديد هذه المرة يأتي على وقع تحركات مصرية صامتة، وعينٍ لا ترمش في قاعات القيادة، وأجهزة استخباراتية تُعيد رسم المشهد بتفاصيله المعقدة.
هنا لا مجال للصدف، ومصر، التي التزمت عبر تاريخها ضبط النفس، تُدرك تمامًا أن الأمن القومي لا يُهدد ولا يُساوم عليه.
الصدام... هل بات وشيكًا؟
الإجابة لا تأتي بالكلمات، بل بالصورة التي وزعتها الجهات الرسمية لاجتماع القادة العسكريين، هي صورة تُعادل ألف تصريح، فمن يعرف لغة الجيوش، يعلم أن مثل هذه اللقاءات لا تُعلَن إلا في لحظات مفصلية، وحين يكون الزمن ضيقًا، والقرارات ثقيلة، والخطر أكبر من أن يُهمس به.
إنها لحظة تُنذر بأن مصر، إن تطلّب الأمر، لن تقف مكتوفة الأيدي، الصدام ليس خيارًا، لكنه ليس مستبعدًا حين تُهدد الأرض أو تُنتهك الكرامة أو يُعبث بالحدود.
القوات المسلحة المصرية... درعٌ لا يصدأ
ليست هذه أول مرة تُثبت فيها القوات المسلحة المصرية جاهزيتها، بل هي استمرارية لتاريخ من الانتصارات، و الانضباط، والانحياز الدائم لمصلحة الوطن، جيش مصر ليس جيشًا مغامرًا، لكنه جيش يعرف متى يصمت... ومتى يتكلم.
كل طلعة طائرة، كل مناورة ميدانية، كل اجتماع قيادي هو رسالة لمن يهمه الأمر.. أمن مصر خط أحمر، و حدودها ليست مباحة، ومصالحها الإقليمية تُصان بالقوة إذا لزم الأمر.
رسالة للداخل: مصر أولاً
لكل مواطن على هذه الأرض الطيبة.. وحدتنا اليوم ليست خيارًا، بل واجب، والالتفاف حول راية مصر هو الرد الحقيقي على التهديدات، وهو السلاح الأقوى في وجه أي محاولات لزعزعة الاستقرار أو تمزيق الصف.
القوات المسلحة ليست وحدها، بل خلفها ملايين من أبناء هذا الوطن، وقلوب تنبض بالعزة، وعقول تُدرك حجم اللحظة التاريخية.
رسالة للخارج: لا تختبروا صبرنا
إلى من يتابع من الخارج.. مصر بلد السلام، لكنها لا تخشى الحرب إذا، عقل الدولة المصرية يُدير الملفات بأعلى درجات الحكمة، لكن الحكمة لا تعني التراخي، والتاريخ شاهد على ما يمكن أن تفعله مصر حين تقرر أن تقول كلمتها.
و ختاماً، في الشرق الأوسط، حيث تُرسم الخرائط أحيانًا بالدم، تظل مصر الرقم الصعب في كل معادلة، أما حين يظهر قادتها العسكريون في صورة واحدة، فعلى الجميع أن يُعيد حساباته.
لأن لحظة الصدام، إن اقتربت، ستكون لحظة يُعاد فيها رسم التوازن… بقلم من نار.