18:10 | 23 يوليو 2019

الحلقة ٦٧٥ من قصة "سلب الأرض" بقلم: سارا محمد

3:26pm 21/08/25
صورة أرشيفية
سارا محمد

إن مقالي هذا يحوي عدد كبير من علامات الإستفهام، بعدد قطرات الدماء التي سالت على أرض فلسطين، منذ ٧ أكتوبر ٢٠٢٣م، لأن ما يحدث للفلسطنيين من إبادة جماعية، وفي ظل السكوت العالمي، يجعلني أتسائل لماذا، وأين، وهل..؟ 
وفي كل مرة اتناول الطعام، أتذكر أن الطبق الذي أأكُل منه فيه حياة إنسان، يعتصر قلبي حزناً وآلماً وغضباً.. ولأني وجدت نفسي بين صفوف المتفرجين، على ما يحدث للفلسطنيين، عبر شاشات التلفاز، ونشرات الأخبار، ووسائل التواصل الإجتماعي، ويُبث  مثل ما يُذاع المسلسل العربي يومياً ويتابعه الملايين، وفي اليوم الـ٦٧٥ من  العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني، حاولت أن أجد لنفسي دوراً، حتى وإن كان من خلال لوحة المفاتيح، ليعلم أهل فلسطين أننا نشعر بآلامهم، وقلوبنا معهم. 
يبذل الممثل أقصى جهده لإتقان دوره، وإن أتقن الدور، يتفاعل معه الجمهور بالبكاء، أو بالإبتهاج، أو بالتصفيق.. ويحوز الممثل على إعجاب الجمهور ويفوز بالجوائز والتكريمات الدولية، لكن في دراما الواقع الأليم الوضع تغير، وأصبح قتل ونهب وذُل وحصار وتجويع.. الأطفال والنساء والشيوخ، والشباب، لم يعد يحرك ساكناً، وأصبحت مشاهد ممتعة لمحبي دراما العنف والدم.. 
أنا لا أطالب أمريكا بالمساعدة، لأني أعرف تاريخهم مع "الهنود الحمر" (سكان أمريكا الأصليين)، فهم أصحاب الطموح العالي، وعندما أرادوا الإستيلاء على أرض، استولوا على الأمريكتين، وفلسطين بالنسبة لهم مجرد قطعة أرض صغيرة، ولا مانع لديهم فيما يحدث للفلسطنيين. ولا أطالب الغرب بالتدخل، لأن هم من أحل ثروات قارة إفريقيا ونهبوا خيراتها، وتقاسموها فيما بينهم، وانقسمت معها الشعوب الإفريقية إلى أشلاء متناثرة، فهم من بُنيت دولهم، وأقيم تقدمهم على جثث الملايين من الضحايا، وهم أرباب الظلم والنهب والتدمير.. 
ولكني أبحث عن الأخوة العرب، وأتسائل أين هم مما يحدث في فلسطين؟ هل هم يشاهدون ما يحدث للشعب الفلسطيني، مثلهم مثل باقي  العالم، على أنه مسلسل عربي من عدة أجزاء، وينتظرون النهاية؟ أم أنهم نسوا العروبة فأنستهم أنفسهم، وأصبحوا أسرى المصالح، التي تنبُع منها الأوامر والقرارات؟ فطالمة لا مصلحة مع فلسطين، إذاً فالتذهب إلى الجحيم! أين أنت يا صلاح الدين؟ جاعت فلسطين والعرب يقدمون الولائم على موائد التبعية! 
وأبحث عن حركة حماس (المقاومة) أين هي الآن، في ظل المأساة التي يمر بها الفلسطينيين، ولماذا لم تقف معهم، وهم يموتوا بدم بارد، اليست جزءاً منهم؟! حماس أكبرى خدعة في تاريخ فلسطين النضالي، فهي تحمي مصالحها، ولا يعنيها الشعب الفلسطيني في شيء! وهل حماس قبل أن تتخذ قرار عملية "طوفان الأقصى" - الطوفان الذي القى الفلسطينيين في الهاوية - لم تتوقع عواقب فعلتها؟ أم أن حماس أخذت طُعماً لتقع في فخ، ليتم القضاء عليها، وعلى الشعب الفلسطيني؟ أم أن ما يحدث في فلسطين برعايتها؟ 
تُجرم دساتير العالم القتل والسرقة، والتخريب، والتعدي على ممتلكات الغير.. وتحكم على الفاعل بالحبس أو بالإعدام، فلماذا "سفاح فلسطين الصهيوني" حر طليق؟! 
ويُجيز القانون في جميع دول العالم  للقاتل والمُغتصب، والسارق.. الدفاع عنه، فمن دفاع الشعب المُحاصر؟ 
ما يحدث على أرض فلسطين جريمة مكتملة الأركان، فأين المحاكم الدولية التي تصدر الأحكام، حتى في أصغر صغائر القضاية على بلداننا النامية، فأين أحكامها الآن؟! 
أين عقوبات اتفاقية الإبادة الجماعية، التي تمنع جريمة الإبادة الجماعية وتعاقب عليها، والتي وقعت عليها إسرائيل؟ 
أين منظمات حقوق الإنسان الدولية، التي نراها دائماً تصدر التقارير، حتى وإن كانت غير دقيقة، فأين بياناتها وتوصياتها، وإجراءاتها وتحقيقاتها.. عن شعب فلسطين؟ 
يوجد في جميع دول العالم مراكز ومنظمات لحقوق المرأة، والطفل، فأين هي من المرأة والطفل الفلسطيني؟! 
يوجد في جميع دول العالم جمعيات للرفق بالحيوان، التي تعمل على رعاية الحيوانات، وتوفير الرعاية البيطرية، وتقديم حملات توعية، لرفع مستوى الوعي العام حول حقوق الحيوان، وكيفية معاملتها بلطف ورفق، ألم يرتقي الإنسان إلى هؤلاء؟! 
أيعقل أن مسؤولي أكثر من ١٩٠ دولة حول العالم، لا يسطتعون وقف ما يحدث في فلسطين؟! 
هل العالم يحكمه أشخاص يَدعون العدل والحكمة، وهم في الأصل رعاة الظلم؟ 
هل العالم إذا لم يُحكم بالظلم، ووفق المصالح فسينهار؟! 
ماذا عن مصدقيتكم أمام شعوبكم؟ ماذا تفعلون مع المجرمين في بلدانكم؟ هل تتم معاقبتهم، أم يُتركوا أحرارا؟ 
عندما بحثت عن أحوال الغابة وجدت فيها النظام والعدل! فلم أجد فيها أقوام من الجثث الملقاه، ولا صراعات على الأرض، ولم أجد غزال حامل من فيلاً، ولم أجد حيوان يسكن بين الإحجار، استولى على عش طائر، وعندما شبع الأسد لم يفترس حيوان، وعندما كاد الأسد أن ينقض على فريسة ووجدها تلد، ابتعد عنها! 
مسلسل سلب الأرض من بطولة شعب فلسطين، إنتاج حماس، تأليف الصهاينة، إخراج الولايات المتحدة الأمريكية. 
مشاهدة ممتعة أيها العالم!
 

تابعنا على فيسبوك

. .
paykasa bozum