عصران الراوي يكتب : بين التنسيق المزعوم والشكوى المفتعلة.. كذب الإعلام الإسرائيلي ينكشف

مرة اخرى يكشف الكيان الصهيوني عن ازدواجيته الفاضحة فمن جهة يروج عبر اعلامه المضلل ان هناك تنسيقا وموافقة بخصوص تواجد القوات المصرية في سيناء ومن جهة اخرى يملأ الدنيا صراخا وشكوى امام العالم زاعما ان هذا الوجود يثير قلقه ويهدد امنه فهل يمكن لعاقل ان يصدق هذه الرواية المليئة بالتناقضات الحقيقة ان اسرائيل لا تشكو الا من خوفها الحقيقي من الجيش المصري الجيش الذي يدرك العدو قبل الصديق انه الكابوس الاكبر امام اطماعه
الاعلام الاسرائيلي اعتاد ان يقلب الحقائق يصنع اوهاما ويقدمها للرأي العام العالمي كحقائق دامغة بينما يعلم هو داخليا ان جيش مصر ليس كغيره من الجيوش فهو ليس جيشا وظيفيا ولا اداة بيد قوة خارجية وانما جيش وطني اصيل خرج من قلب هذا الشعب يحمل جينات التاريخ المصري الممتد من آلاف السنين ويختزن في داخله عقيدة القتال دفاعا عن الارض والعرض
الجيش المصري ليس مجرد مؤسسة عسكرية بل هو صورة كاملة من الشعب الاخ فيه يقاتل بجوار ابن عمه والنسيب بجوار قريبه والشاب بجوار زميل دراسته لا يوجد بيت في مصر الا وفيه من يؤدي الواجب الوطني هذه الحقيقة المرعبة للعدو هي ما تجعله يطلق حملاته الاعلامية المسمومة لانه يعلم ان مواجهة جيش بهذا النسيج الشعبي لا يمكن ان تكون كأي مواجهة اخرى فهنا الجيش والشعب كتلة واحدة والمعادلة التي لا يستطيع الكيان ان يفهمها او يكسرها الجيش هو الشعب والشعب هو الجيش
رجال القوات المسلحة المصرية يعملون بعقولهم وضمائرهم لا بتوجيهات اجنبية ولا بقرارات مفروضة عليهم من قوى كبرى ارادتهم نابعة من قناعتهم الوطنية وقرارهم ينبع من ادراكهم لطبيعة المخاطر التي تهدد بلدهم ولانهم ابناء الشعب فانهم لا يعرفون التخاذل ولا يتعاملون مع مهمة الدفاع عن الوطن باعتبارها وظيفة بل باعتبارها رسالة مقدسة وواجبا يقدم فيه الروح قبل اي شيء آخر
اسرائيل تدرك هذه الحقيقة جيدا ولذلك تحاول بكل ما تملك من ادوات اعلامية ان تصنع رواية مغايرة تارة تدعي التنسيق وتارة تبدي الشكوى لتخفي خلف هذه الازدواجية واقعا مريرا بالنسبة لها وهو ان جيش مصر يمثل تهديدا وجوديا لمشروعها الاستعماري في المنطقة فمصر بتاريخها وثقلها وبجيشها هي الدولة العربية الوحيدة التي استطاعت ان تهزم اسرائيل في معركة مفتوحة عام 1973 وستبقى هذه الحقيقة محفورة في الوعي الاسرائيلي مصدرا دائما للرعب والقلق
واليوم في ظل ما يجري على حدود فلسطين المحتلة يظل الجيش المصري صخرة صلبة تردع اي حسابات متهورة للعدو وتؤكد ان امن مصر واستقرارها خط احمر لا يمكن تجاوزه وما لا يريد الكيان ان يسمعه هو ان ابناء مصر يرون تحرير فلسطين جزءا من معركتهم الكبرى مع الاحتلال ومع كل جندي يؤدي خدمته الوطنية في اي وحدة عسكرية هناك حلم واحد يتوارثه الاجيال ان يأتي اليوم الذي يشهد زوال اسرائيل وان ترفع راية الحرية فوق القدس وان يخرج الشعب الفلسطيني من تحت قبضة هذا الجيش الظالم الغاصب
الحقيقة الواضحة اذن ان الاعلام الاسرائيلي لا يملك سوى التضليل فهو يعكس قلقا وجوديا لا يستطيع ان يصرح به علنا ان قوة الجيش المصري ووطنيته وارتباطه بالشعب هي السد المنيع امام اي مشروع استيطاني او توسعي لذلك يتخبط بين ادعاء التنسيق وافتعال الشكوى وفي كل الاحوال تنكشف اكاذيبه وزيفه
اما الجيش المصري فسيظل كما كان دائما جيشا من الشعب ولاجل الشعب مستعدا لبذل الروح والدم في سبيل الوطن ورمزا للفداء والصمود في وجه اي معتد او غاصب ولن يغير التاريخ مجراه الا الرجال الذين يؤمنون بان الموت في سبيل الارض حياة وان الكرامة لا تشترى ولا تباع وان الحق لا يضيع ما دام وراءه من يحمله.