18:10 | 23 يوليو 2019

المولد النبوي ولادة نور في زمن الظلام بقلم : عصران الراوي

1:01pm 04/09/25
عصران الراوي
عصران الراوي

يأتي المولد النبوي الشريف هذا العام والأمة الإسلامية مثقلة بالجراح فلسطين تنزف دم كل يوم تحت قصف الاحتلال غزة تحولت إلى مقبرة مفتوحة للأطفال والنساء والشيوخ سوريا ما زالت تبحث عن بصيص حياة بين الركام اليمن يمزقه الجوع والمرض والسودان يتفتت على وقع الانقسام والاقتتال وبينما يصرخ المظلومون في كل مكان يقف العالم صامتًا متواطئًا كأن دم المسلم لا وزن له وكأن إنسانية هذا العصر أصابها العمى والخذلان
ومع ذلك فإن ميلاد محمد ﷺ ليس مجرد طقس ديني أو ذكرى عابرة بل هو ولادة متجددة للنور في أحلك اللحظات رسالة أبدية أن الرحمة أقوى من الطغيان وأن الأمل يولد من قلب الألم وأن الأمة مهما اشتد عليها الليل لا يمكن أن تنطفئ شعلتها
فلسطين جرح مفتوح وأيقونة مقاومة
غزة اليوم لا تعرف الزينة ولا الألوان لم يبق إلا الدم والركام لكنها تحتفل بطريقتها تكبيرات من المآذن صلوات من قلوب الثكالى صمود يعلن للعالم نحن هنا نحيي ذكرى الرسول كفعل مقاومة لا كطقس فولكلوري نحتفل بالنبوة لأننا باقون ولأن الحق لا يموت
سوريا واليمن رماد يبحث عن أمل
في سوريا المآذن المهدمة لا تزال تصدح باسم النبي وسط الخراب وفي اليمن الذي يفتك الجوع بأطفاله ترفرف الرايات الخضراء خجولة فوق رؤوس أرهقها الفقر لكنها تقول إن في هذه الأرض ما يستحق الحياة وإن نور محمد ﷺ أكبر من جوع وأقوى من حرب
السودان وطن يتصدع لكنه لا ينكسر
رغم الانقسام والدمار يبقى المولد النبوي تذكير لأهل السودان أن الوحدة هي الأصل وأن الرسالة المحمدية لا تعترف بالحدود ولا بالانقسامات بل تدعو إلى العدل والرحمة والتآخي
العالم الصامت شريك في الجريمة
إسرائيل تقتل وتهجر وتقصف المستشفيات والمدارس والعالم يكتفي بالصمت صمت يساوي تواطؤ صمت يشرعن القتل ويجعل المجرم يواصل جريمته مطمئن أن لا حساب ولا عقاب هذا الصمت جريمة لا تقل فظاعة عن فظاعة الاحتلال نفسه
مولد النبي عهد جديد لا ذكرى قديمة
الاحتفال بالمولد اليوم ليس طقس فولكلوري بل إعلان إيمان وصمود رسالة أن نور النبي ﷺ لن يطفأ مهما اشتد الظلام وأننا نستمد من سيرته القوة لنواجه الطغيان والرحمة لننصر المظلومين والعدل لنقيم الأوطان من جديد
نداء إلى القارئ
أيها القارئ وأنت ترفع يديك بالصلاة على النبي هذا العام اجعلها موقف لا ترديد ليكن دعاؤك نصرة لفلسطين صرخة في وجه الظالمين سند لكل مظلوم وتذكير أن العدل لا يقبل التجزئة وأن الصمت عن الظلم خيانة لجوهر الرسالة المحمدية إن مولد الرسول ليس ذكرى تاريخية بل ميلاد ضمير جديد في قلب كل مؤمن حر .
 

تابعنا على فيسبوك

. .
paykasa bozum