فريد عبد الوارث يكتب: مصر صمام الأمان .. قيادة حازمة وجيش لا يلين

مثلت الضربة الإسرائيلية لقادة حماس في قلب العاصمة القطرية الدوحة لحظة فارقة في تاريخ الإقليم الذي يدور بين أمواج متلاطمة من الأزمات و الصراعات التي تضرب قلب العالم العربي، ها هي مصر تثبت من جديد أنها حجر الزاوية في معادلة الاستقرار الإقليمي، و أنها – قيادة وشعبًا و مؤسسات – ما زالت تمسك بزمام المبادرة، حاملة على عاتقها أمانة الدفاع عن الأمن القومي المصري و العربي على حد سواء.
غزة وفلسطين... ثبات على المبدأ وحنكة في التحرك
وسط مشهد دموي يتكرر في غزة، و بين محاولات مستمرة لتهجير الفلسطينيين، تبرز مصر كوسيط نزيه لا ينحاز إلا للحق، و مظلة عربية لا تسمح بانكسار القضية أو تصفيتها، تعمل القيادة السياسية بوعي كامل على تثبيت التهدئة، و فتح معبر رفح لمرور المساعدات و الجرحى، بينما تتحرك الدبلوماسية المصرية على كافة المستويات الإقليمية و الدولية للحيلولة دون تنفيذ مخطط "الترحيل القسري"، الذي يمثل خطًا أحمر لا تقبل مصر بتجاوزه، فالقضية الفلسطينية ليست مجرد ملف في دفاتر السياسة المصرية، بل قضية أمن قومي لا مساومة عليها.
سد النهضة... لا تفريط في قطرة ماء
تدير مصر ملف سد النهضة بقدر هائل من الحكمة و المسؤولية، واضعة نصب أعينها حقوق الأجيال القادمة، وبعد سنوات من التفاوض المتأني، لم تغب الرسائل الحاسمة عن المشهد، فقد أكدت الدولة المصرية – أكثر من مرة – أن مياه النيل تمثل شريان حياة لا يقبل العبث، و أن كل الخيارات مفتوحة في حال المساس بحصة مصر، و بين التفاوض الصلب و الاستعداد الكامل، تقف القوات المسلحة المصرية، رادعًا قويًا خلف القرار السياسي، تحمي الحقوق التاريخية لمصر بثقة و قدرة.
السودان... علاقات أخوة وعمق استراتيجي لا يُفرط فيه
و في ظل الصراع الداخلي الذي يضرب السودان الشقيق، لم تتخلَّ مصر عن مسؤوليتها تجاه شعبه، ففتحت الحدود لاستقبال اللاجئين، و تحركت خارجيًا لوقف إطلاق النار، و دعت إلى حوار شامل ينهي النزاع و يحفظ وحدة الدولة السودانية، فالسودان ليس مجرد جار، بل امتداد طبيعي للأمن القومي المصري، والتنسيق العسكري و السياسي بين البلدين يظل حتميًا لحماية وادي النيل من أي مخاطر تهدد استقراره.
ليبيا... رفض قاطع للفوضى ودرع ضد الميليشيات
منذ سقوط الدولة الليبية في فخ الفوضى، ظلت مصر الحارس الأول للحدود الغربية، مانعةً تسرب الإرهاب و المرتزقة إلى الداخل، وانطلاقًا من مبدأ "الأمن لا يتجزأ"، دعمت مصر مؤسسات الدولة الوطنية الليبية، ورفضت التدخلات الخارجية، مؤكدة أن الحل السياسي هو المسار الوحيد لإنقاذ ليبيا، أما في الداخل، فالقوات المسلحة تؤمّن الحدود الممتدة، و تتصدى بحزم لكل من تسوّل له نفسه تهديد أمن الوطن.
ضربات إسرائيل في سوريا وقطر... قراءة واعية واستعداد دائم
لا تغفل القيادة السياسية عن تداعيات التصعيد الإسرائيلي المتكرر، سواء في الأراضي السورية أو غيرها من الساحات و في الوقت الذي تتمسك فيه مصر بالحلول السياسية و رفض عسكرة الأزمات، تتابع الأجهزة السيادية و المخابراتية تطورات الموقف بدقة، وتُبقي الجيش المصري في أعلى درجات الجاهزية، لتأمين المصالح المصرية و العربية، و ردع أي محاولات لخلط الأوراق في الإقليم.
الخارجية المصرية... دبلوماسية ذات أنياب
في كل محفل دولي، يعلو صوت مصر دفاعًا عن القضايا العربية، مدعومًا برؤية استراتيجية واضحة، فوزارة الخارجية المصرية، بقيادتها المحنكة، تحولت إلى ذراع سياسي ضارب، تجيد استخدام أدوات القانون الدولي، وتفرض احترام مصر على طاولة التفاوض، دون انفعال أو اندفاع، بل بقوة العقل و ثبات الموقف.
القوات المسلحة... الدرع الحامي والحصن المنيع
لا يمكن الحديث عن الأمن القومي دون الإشارة إلى القوات المسلحة المصرية، التي ظلت – وستظل – الدرع الحامي للدولة، و السيف المسلَّط على رقاب أعدائها، جيشٌ عقيدته راسخة: "إما النصر أو الشهادة"، و تدريباته لا تتوقف، و تسليحه يتطور، و انتشاره الاستراتيجي يبعث برسائل حاسمة مفادها أن مصر قوية بمؤسساتها، لا تغفل و لا تفرّط.
الالتفاف حول القيادة السياسية... واجب وطني لا يقبل التردد
في ظل هذا المناخ الإقليمي بالغ التعقيد، تبرز أهمية الاصطفاف الوطني خلف القيادة السياسية، و تغليب مصلحة الدولة فوق أي اعتبارات ضيقة، فالرئيس عبد الفتاح السيسي يقود السفينة وسط الأمواج العاتية، برؤية واضحة و حسابات دقيقة، تعلي مصلحة الوطن، وترسخ لمكانة مصر كقوة إقليمية لا يمكن تجاوزها.
مصر درع العرب وحصنها الأخير
إن ما تقوم به مصر اليوم ليس مجرد دفاع عن حدودها أو مصالحها فقط، بل هو دفاع عن هوية الأمة، فحين تكون مصر قوية، تكون الأمة العربية في مأمن، و حين تتكلم القاهرة، يصمت الضجيج و يبدأ الفعل الحقيقي.
في هذه اللحظة الفارقة، لا خيار أمامنا سوى الثقة في دولتنا، و الالتفاف حول رايتنا، و العمل جميعًا – كلٌ في موقعه – على دعم مسيرة الوطن و التوحد حول رايته ..... تحيا مصر لتحيا الأمة ..... تحيا مصر لتزول الغمه