18:10 | 23 يوليو 2019

كييف تحت القصف رسائل الدم والنار في حرب بلا نهاية

10:56am 28/09/25
صورة أرشيفية
عصران الراوي

الانفجارات التي دوت في سماء كييف لم تكن مجرد قصف عابر بل مشهد جديد في مسلسل طويل يزداد قسوته يوما بعد يوم الطائرات الروسية الثقيلة أقلعت من قواعد بعيدة الصواريخ الباليستية والمسيّرات الإيرانية الصنع حلقت في عمق الأجواء الأوكرانية فيما كانت صفارات الإنذار تدوي حتى في المناطق النائية لتعلن أن الحرب لا تعرف جغرافيا ولا هوادة
روسيا استخدمت هذه المرة قاذفات تو 95 وميج 31ك لتؤكد أن قدراتها الاستراتيجية لا تزال حاضرة وأنها قادرة على شل العاصمة وإرباك المجتمع الدولي متى شاءت أما أوكرانيا فقد وجدت نفسها مرة أخرى في قلب العاصفة تحصي الخسائر في البنية التحتية والمنازل والأرواح بينما يحاول مسؤولوها طمأنة الناس بدعوتهم إلى الاحتماء في الملاجئ
المشهد السياسي لا يقل خطورة عن المشهد العسكري موسكو تبعث برسالة واضحة كلما تدفق الدعم الغربي على كييف كلما جاء الرد أوسع وأشد أما الغرب الذي ضخ مليارات الدولارات فقد أصبح عالقا بين خيارين أحلاهما مر إما الاستمرار في تمويل حرب مفتوحة بلا أفق أو التراجع وتحمل كلفة الاعتراف بانهيار مشروع المواجهة المباشرة مع روسيا
كييف اليوم ليست مجرد مدينة تقصف بل عنوان لصراع عالمي صراع بين معسكرات كبرى يتخذ من الأرض الأوكرانية ميدانا للاختبار والابتزاز السياسي وبينما يسقط الجرحى وتشتعل المخابز وتتهدم البيوت يبقى العالم يتفرج يطلق بيانات الإدانة ويعقد الاجتماعات لكن دون أن يقترب أحد من سؤال الحل السياسي الغائب
إن الانفجارات التي هزت كييف فجرا ليست مجرد أصوات في السماء بل جرس إنذار بأن الحرب خرجت من حسابات الزمن الطبيعي إنها حرب استنزاف تدار بالعقول الباردة والدماء الساخنة وحين تتحول المدن إلى ساحات قصف متكرر فإن السياسة وحدها هي القادرة على إطفاء النيران لكن يبدو أن الجميع يؤجلون لحظة الحقيقه
 

تابعنا على فيسبوك

. .
paykasa bozum