18:10 | 23 يوليو 2019

سحر وهدان: فخ الهدنة ... ما وراء خطة "دونالد ترامب" لـ"غزة"

10:22am 08/10/25
صورة أرشيفية
محمد غزال

قالت سحر وهدان، مساعد رئيس حزب مصر 2000 لشئون العلاقات العامة، إن موجة التفاؤل التي صاحبت الحديث عن هدنة قريبة في غزة تخفي وراءها ما هو أخطر بكثير مما يبدو على السطح، مشيرةً إلى أن المشهد الإقليمي يحمل مؤشرات تدل على أن ما يجري ليس تسوية بقدر ما هو كمين سياسي وأمني محكم قد يتجاوز غزة ليطال مصر والمنطقة بأكملها.


وأضافت "وهدان" أن التتابع غير المنطقي للأحداث يوحي بأن ما يُسمى “احتفالًا بالهدنة” قد يكون في الحقيقة فخًا لبداية حرب جديدة لا نهاية حرب سابقة، مؤكدةً أن الخطة الأمريكية – الإسرائيلية الأخيرة تحمل في طياتها أهدافًا تتجاوز حدود السلام المعلن إلى إعادة هندسة المشهد السياسي والأمني في الإقليم.

 "سلام شكلي وإستسلام فعلي"

وأوضحت سحر وهدان في تصريح لـها أن ما أعلنه الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" ورئيس وزراء الاحتلال "بنيامين نتنياهو" في 29 سبتمبر تحت إسم "مبادرة سلام"، ليس سوى وثيقة إستسلام مشروطة، تقوم على معادلة واضحة: إما الاستسلام الكامل أو المواجهة الشاملة.

وتابعت أن الخطة تضمنت مراحل متعددة، أبرزها:

المرحلة الأولى: إطلاق سراح جميع الرهائن خلال 72 ساعة مقابل الإفراج عن 1950 أسيرًا فلسطينيًا، مع انسحاب تدريجي من بعض مناطق غزة.

المرحلة التالية: نزع سلاح حماس من الصواريخ حتى الأنفاق، والتخلي عن إدارة غزة سياسيًا وإداريًا، وإنشاء مجلس سلام برئاسة ترامب يضم شخصيات أمريكية لإدارة ملف الإعمار، مع انسحاب إسرائيلي مشروط ومفتوح المدى يحتفظ فيه الاحتلال بما يسمى نطاقًا أمنيًا غير محدد زمانًا أو مكانًا.


حماس "ترد بمناورة سياسية ذكية"

وأشارت إلى أن رد حركة حماس جاء أكثر دهاءً مما توقعه البيت الأبيض وتل أبيب، إذ أعلنت موافقتها المشروطة على الخطة ولكن بقلب المعادلة بالكامل:

وافقت على تسليم جميع الرهائن فور وقف إطلاق النار وانسحاب الاحتلال.

أبدت استعدادها للتخلي عن إدارة غزة لصالح سلطة فلسطينية توافقية.

تجاهلت كليًا بند نزع السلاح، مؤكدة أنه خط أحمر.

رفضت فكرة مجلس السلام الأمريكي باعتبارها احتلالًا غير مباشر.


وأكدت مساعد رئيس حزب مصر ٢٠٠٠ لشئون العلاقات العامة سحر وهدان، علي أن هذه الخطوة منحت حماس غطاءً دوليًا ووقتًا ثمينًا، وأوقفت القصف مؤقتًا، لكنها في الوقت ذاته احتفظت بسلاحها وشرعيتها السياسية، ما جعلها تكسب جولة سياسية مهمة دون أن تتنازل عن جوهر قوتها.


"الكمين المركب"

وأضافت وهدان" أيضاً  أن ترامب لم يكن يسعى فقط إلى الاستعراض الإعلامي أو الظهور بمظهر "صانع السلام" قبيل الانتخابات الأمريكية، بل كان يعمل على تنفيذ خطة ضغط مركبة تستهدف:

1. الضغط على نتنياهو عبر الرأي العام الأمريكي والعالمي.


2. استدراج حماس لتسليم أقوى أوراقها التفاوضية (الرهائن).


3. تهيئة الأرضية لموجة تصعيد جديدة في حال فشل مرحلة نزع السلاح.

وقالت أيضاً أن "بنيامين نتنياهو" وجد نفسه في أخطر لحظة سياسية داخلية منذ بداية الحرب؛ بين ضغط أمريكي هائل يطالبه بوقف العمليات العسكرية، وتحالف يميني متطرف يهدده بإسقاط الحكومة إن لم يتحقق "الحسم الكامل" ونزع سلاح حماس.

مراوغة إسرائيلية وفخ استراتيجي

وأوضحت سحر وهدان أيضاً أن إسرائيل لجأت إلى تكتيك المراوغة الزمنية، أي القبول المؤقت بالمرحلة الأولى الخاصة بتبادل الرهائن لاكتساب الوقت، مع نية مبيتة لإفشال المرحلة الثانية لاحقًا وإلقاء اللوم على حماس.


وتابعت مجدداً أن السيناريو الأخطر يتمثل في أن تسليم الرهائن قد يكون فخًا استراتيجيًا، إذ بمجرد فقدان حماس لأقوى أوراقها سيتم استهدافها مجددًا بحجة رفض نزع السلاح، ما قد يؤدي إلى اندلاع حرب جديدة أوسع وأشد، بينما تُستخدم الهدنة كغطاء مؤقت لإعادة التموضع العسكري والسياسي في المنطقة.

"إنعكاسات محتملة على مصر والمنطقة"

وحذرت من أن أي تصعيد جديد لن يتوقف عند حدود غزة، بل قد يمتد بتأثيراته السياسية والأمنية نحو مصر ودول الإقليم، ضمن إطار إعادة رسم خرائط النفوذ الإقليمي وتوازنات القوى.

"الخلاصة"

وأختتمت تصريحها قائلة: إن خطة "دونالد ترامب" ليست صفقة سلام، بل عملية إعادة تموضع أمريكي – إسرائيلي في ثوب إنساني. ورغم أن حماس تعاملت بذكاء تكتيكي، فإنها ربما تكون دخلت دائرة كمين محسوب، بينما يبقى نتنياهو محاصرًا بين ضغط واشنطن وابتزاز اليمين المتطرف.
الهدنة المعلنة قد تكون الهدوء الذي يسبق العاصفة

تابعنا على فيسبوك

. .
paykasa bozum