18:10 | 23 يوليو 2019

الفتنة الانتخابية أخطر من خسارة الصندوق

11:33am 28/10/25
صورة أرشيفية
عصران الراوي

الانتخابات ليست حربًا أهلية ولا ساحة تصفية حسابات لكنها للأسف في بعض القرى تحولت إلى معركة كسر عظام بين أبناء البيت الواحد حين يصبح المرشحان من نفس البلد يفترض أن تكون المنافسة شريفة راقية عنوانها خدمة الناس لا إذكاء نار الخلاف لكن ما يحدث أن بعض أصحاب القلوب الضعيفة يتعاملون مع الانتخابات كفرصة لإشعال فتنة اجتماعية تحت غطاء الدعم والمساندة
التحزب الأعمى لا يصنع وعيًا ولا يفرز نائبًا حقيقيًا بل يفرز جراحًا في النسيج الاجتماعي تستمر بعد انتهاء المعركة الانتخابية الناس تنسى من فاز ومن خسر لكنها لا تنسى من خان الكلمة ومن حرّض على الفتنة ومن باع المودة القديمة في لحظة انفعال سياسي رخيص
حين يتحول الانتماء لمرشح إلى سلاح ضد أبناء البلد يصبح الوطن هو الخاسر الحقيقي لأن المرشح سيبقى يومًا ويرحل يومًا لكن البلد باقية بأهلها إن تفرقوا ضاعت وإن اتحدوا نهضت السياسة ليست ولاءً للوجوه بل ولاء للمبدأ والوطن
من يشعل النار بين الأهل من أجل كرسي هو أول من سيحترق بها لاحقًا لأن التاريخ لا ينسى من زرع الفتنة ولا يغفر لمن فرق الناس بحجة الحماس الانتخابي المنافسة حق لكن العداء جريمة والاختلاف وعي لكن الكراهية سقوط
المعركة الانتخابية مهما كانت شرسة يجب أن تبقى في حدودها لا تتجاوز الخطوط الحمراء للأخوة والجيرة والدم فالانتخابات تنتهي لكن آثارها الاجتماعية تبقى في القلوب إن لم نحكم عقولنا ونكبح جماح التعصب
البلد لا تحتاج نائبًا يرفع شعارًا بل تحتاج بيئة ناضجة تعرف كيف تختلف دون أن تنكسر لأن الوعي السياسي الحقيقي لا يقاس بعدد المؤيدين بل بعدد الذين استطاعوا أن يختلفوا دون أن يكرهوا
احذروا من تجار الفتنة فهم لا يريدون فوز مرشح بعينه بقدر ما يريدون أن يخسر الجميع لأنهم لا يعيشون إلا في ظل النار وإذا أطفأ الناس نارهم مات نفوذهم وضاعت تجارتهم
الانتخابات محطة عابرة أما البلد فهي الباقية ومن يضع مصلحته فوق مصلحة الوطن لا يستحق أن يتحدث باسمه ولا أن يحمل صوته في البرلمان
 

تابعنا على فيسبوك

. .
paykasa bozum