افتتاح المتحف المصري الكبير السياسة تتجلى في لغة الحضارة
ليست قصة المتحف المصري الكبير مجرد حكاية عن آثار فرعونية تُعرض في مبنى ضخم بل هي رواية سياسية بامتياز تُروى بلغة التاريخ وتُقرأ بعين الحاضر رواية تقول إن مصر حين تتحدث عن الحضارة فإنها في الحقيقة ترسم حدود نفوذها الناعم وتُعيد تموضعها على خريطة العالم من موقع القوة لا من موقع التبعية
غدًا ومع حضور الرئيس عبد الفتاح السيسي و79 وفدًا رسميًا بينهم 39 من ملوك ورؤساء دول وحكومات لن يكون الافتتاح مجرد احتفال أثري بل مشهدًا دبلوماسيًا مكتمل الأركان يعكس عودة مصر إلى دورها الطبيعي كقلب نابض للمنطقة ومحور التقاء الشرق بالغرب
هذا الحضور الكثيف من زعماء العالم ليس حبًا في الفراعنة فقط بل إدراكًا بأن مصر اليوم تقدم مشروعًا حضاريًا جديدًا قائمًا على احترام الجذور وبناء المستقبل مشروعًا لا يُدار بالشعارات بل بالتنمية والثقافة والاستقرار وهي المعادلة التي غابت طويلًا عن المنطقة قبل أن تعود من القاهرة
من بلجيكا إلى الصين ومن السعودية إلى الولايات المتحدة يصطف قادة العالم في قلب الجيزة ليشهدوا ميلاد رمز جديد للقوة المصرية الناعمة في لحظة تمزج فيها السياسة بالهوية والحضارة بالدبلوماسية وتقول للعالم بلغة الآثار إن مصر باقية وصامدة وقادرة على أن تجمع العالم في متحفها الكبير كما جمعته في تاريخها الطويل
إن المتحف المصري الكبير ليس فقط أكبر متحف في العالم لحضارة واحدة بل رسالة بأن مصر لا تزال المرجع الحضاري والإنساني الأول وأن من يريد قراءة المستقبل عليه أن يبدأ من صفحات التاريخ المصري فالقوة اليوم ليست فقط في الجيوش والاقتصاد بل في من يملك سردية التاريخ ومصر وحدها تمتلك هذه السردية وتعيد كتابتها من جديد على مرأى العالم
الافتتاح غدًا هو انتصار للهوية وللدولة وللرؤية وانعكاس لدبلوماسية ثقافية تُعيد صياغة صورة مصر في الوعي العالمي من بلد يتحدث عن الماضي إلى دولة تصنع الحاضر والمستقبل تلك هي السياسة حين تُكتب بحروف من ذهب على جدران المتحف المصري الكبير



















