18:10 | 23 يوليو 2019

لا تُشركوهم في ما لا يُناسبهم: متى يجوز جلوس الأطفال في مجالس الكبار

1:52pm 11/04/25
صوره ارشيفيه
احمد الشبيتي

من الأخطاء التربوية الشائعة التي يقع فيها بعض الآباء والأمهات دون قصد، إشراك الأطفال في مجالس الكبار، وتركهم يستمعون إلى أحاديث لا تتناسب مع أعمارهم ولا وعيهم. فبينما يظن البعض أن في ذلك تدريباً على الحياة، إلا أن الحقيقة التربوية تؤكد أن لكل مرحلة عمرية ما يناسبها، ولكل مقامٍ حديثه.

 

عقول الأطفال وقلوبهم مثل الصفحة البيضاء، ينطبع فيها كل ما يُقال ويُشاهد، فيترك أثره في سلوكهم وتفكيرهم، ويشكل وعيهم ومشاعرهم دون أن يشعر الكبار.

 

متى يكون جلوس الطفل مع الكبار مقبولاً؟

عندما يكون المجلس راقياً، يفيض بالحكمة والمواقف التربوية الهادفة.

إذا كان الحديث بسيطاً، مناسباً لعمر الطفل، وخالياً من الأسرار أو الجدل.

إذا كان الهدف تربوياً بحتاً، كتعليمه آداب الجلوس، واحترام الحوار، وتقدير الأكبر سناً.

 

ومتى يكون ذلك خطراً على تربيته؟

إذا تناول الحديث مشكلات الكبار، كخلافات أسرية أو أسرار داخلية.

إذا احتوى المجلس على مزاح جارح، أو ألفاظ غير مناسبة، أو قصص ترعب الطفل وتزرع في نفسه أفكاراً مشوشة.

إذا سمع الطفل كلمات فوق مستواه الذهني فأساء تفسيرها، أو تبنى مفاهيم خاطئة.

 

آثار ذلك على الطفل:

قد يسمع الطفل حديثاً عن الخيانة أو الطلاق، فيصاب بالقلق والخوف.

قد ينقل أسرار البيت للغرباء ببراءته، مما يسبب حرجاً كبيراً للعائلة.

قد يشعر بالنقص أو الغيرة حين يسمع نقاشات عن المال أو مشاكل الحياة.

قد يتعلم الكذب أو المكر من مواقف لا يدرك حقيقتها.

 

ما هو التصرف التربوي الصحيح؟

1. تعليم الطفل آداب الجلوس مع الكبار: كاحترام المجلس، وعدم التدخل في الحديث، وعدم المقاطعة.

2. تحديد الأوقات المناسبة لمشاركته: إشراكه في الأحاديث الإيجابية التي تنمّي القيم، وإبعاده عن المجالس التي تحتوي على مواضيع لا تخصه.

3. إرسال رسالة تربوية واضحة له:

"أنت ما زلت صغيراً على هذا الحديث، عندما تكبر ستفهم أكثر. الآن اذهب للعب أو اقرأ شيئاً مفيداً."

4. تقديم مصلحته النفسية على المجاملة الاجتماعية:

ليس من الحكمة أن يُقال: "دعه يسمع ويتعلم الحياة من الآن"، فالحياة تُعلَّم بما يناسب عمره ووعيه، لا من خلال مشكلات الكبار وأسرارهم.

 

خلاصة تربوية ذهبية:

 الطفل إذا جلس في مجلس الكبار ليتعلم الأدب والاحترام وأخلاقيات الحوار، فهذا جميل ومطلوب.

أما إذا جلس ليسمع ما لا يناسب عمره وعقله، فهذا خطر تربوي يضرّه أكثر مما ينفعه.

كن حكيمًا في إشراكه، وواعياً في حمايته.

تابعنا على فيسبوك

. .
izmit escort batum escort
bodrum escort
paykasa bozum
gazianteplie.com izmir escort
18 film izle erotik film izle
deutsch porn