18:10 | 23 يوليو 2019

شخصية وعلامه مع نور سلامه  ابن بطوطة: أمير الرحالة الذي جال الدنيا وشهد عجائبها

5:29pm 30/04/25
ابن بطوطه
نور سلامة

 

 

في مدينة طنجة المغربية، عام 703 هـ (الموافق 1304 ميلاديًا تقريبًا)، ولد شمس الدين أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن محمد بن إبراهيم اللواتي الطنجي، المعروف بابن بطوطة. لم يكن يعلم هذا الفتى اليافع أن شغفه للمعرفة وحبه للاستكشاف سيجعلانه أشهر رحالة في التاريخ، وأن رحلاته ستدون في كتاب سيصبح مرجعًا لا يقدر بثمن عن عالم القرون الوسطى.

بداية الرحلة: شوق إلى الحج يتحول إلى مغامرة عالمية:

في ربيع عام 725 هـ (1325 ميلاديًا)، انطلق ابن بطوطة في رحلة كانت وجهتها المعلنة أداء فريضة الحج إلى مكة المكرمة. لم يكن يعلم الشاب البالغ من العمر 21 عامًا أن هذه الرحلة ستستغرق قرابة الثلاثين عامًا، وسيقطع خلالها مسافات شاسعة، ويجوب أرجاء العالم الإسلامي وخارجه، ليشهد حضارات وثقافات متنوعة.

جولة في العالم الإسلامي: من القاهرة إلى دمشق وبغداد:

لم يقتصر مسار ابن بطوطة على مكة والمدينة، بل امتد ليشمل مصر، حيث انبهر بعظمة القاهرة وأهراماتها. ثم توجه إلى بلاد الشام، وزار القدس ودمشق وحلب. لم يفته زيارة العراق ومركزه الحضاري بغداد، حيث التقى بالخليفة العباسي.

التوغل شرقًا: فارس والهند والصين:

لم يكتف ابن بطوطة بالجزء الغربي من العالم الإسلامي، بل توغل شرقًا، وزار بلاد فارس وشهد مدنها العريقة. ثم عبر جبال الهندوكوش ليصل إلى الهند، حيث خدم في بلاط السلطان محمد بن تغلق في دلهي لمدة ثماني سنوات كقاضٍ. شغفه بالاستكشاف دفعه إلى الإبحار إلى جزر المالديف، حيث عمل قاضيًا أيضًا وتزوج. وفي مغامرة جريئة، وصل إلى الصين، وشاهد مدنها الصاخبة وتقاليدها الفريدة.

العودة والتدوين: "تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار":

بعد سنوات طويلة من الترحال والتجوال، عاد ابن بطوطة إلى المغرب في عام 754 هـ (1353 ميلاديًا). بأمر من السلطان أبي عنان المريني، قام بتدوين رحلاته الشيقة والمدهشة على يد الكاتب محمد بن جزي الكلبي. خرج هذا العمل العظيم تحت عنوان "تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار"، والذي عُرف لاحقًا بـ "رحلة ابن بطوطة".

كنز من المعلومات: شهادة حية على عالم القرون الوسطى:

لم يكن كتاب ابن بطوطة مجرد سرد لمغامرات شخصية، بل كان كنزًا من المعلومات الجغرافية والتاريخية والاجتماعية. وصف بدقة المدن التي زارها، وعادات وتقاليد أهلها، وحكامهم، وأوضاعهم الاقتصادية والسياسية. قدم رؤى فريدة عن الحياة في مختلف أنحاء العالم الإسلامي وخارجه في القرن الرابع عشر الميلادي.

إرث دائم: أمير الرحالة وملهم المستكشفين:

توفي ابن بطوطة في مسقط رأسه طنجة عام 779 هـ (1377 ميلاديًا تقريبًا)، تاركًا وراءه إرثًا عظيمًا. يُعتبر كتابه من أهم المصادر التاريخية لفهم تلك الحقبة الزمنية، وقد ألهم أجيالًا من المؤرخين والجغرافيين والمستكشفين. لقب بـ "أمير الرحالة" بجدارة، ولا تزال قصص مغامراته تثير الدهشة والإعجاب حتى يومنا هذا، شاهدة على شغف الإنسان بالمعرفة واكتشاف المجهول.

ابن بطوطة لم يكن مجرد مسافر، بل كان مراقبًا دقيقًا ومؤرخًا فطريًا، نقل إلينا صورة حية لعالم مضى، تاركًا لنا تحفة أدبية وتاريخية لا تقدر بثمن.

تابعنا على فيسبوك

. .
izmit escort batum escort
bodrum escort
paykasa bozum
gazianteplie.com izmir escort
18 film izle erotik film izle
deutsch porn