18:10 | 23 يوليو 2019

شخصية وعلامه مع نور سلامه

1:59pm 13/04/25
صورة أرشيفية
نور سلامه

مظفر الدين كوكبوري: فارس الإسلام وسند صلاح الدين في المشرق
في صفحات التاريخ الإسلامي المشرق، تبرز شخصيات تركت بصمات واضحة في مسيرة الأمة، رجالًا صدقوا ما عاهدوا الله عليه، وسخروا حياتهم لنصرة الحق ودفع الظلم. ومن بين هؤلاء الأفذاذ، يطل علينا اسم الأمير مظفر الدين كوكبوري بن علي بن بكتكين، أمير أربيل الشجاع، الذي كان سندًا قويًا للسلطان صلاح الدين الأيوبي في أحلك الظروف وأصعب المعارك.
ولد الأمير كوكبوري في عام 548 هـ (الموافق 1153م)، ونشأ في بيئة أميرية نبيلة، ورث عن أجداده حب الجهاد والشجاعة والإقدام. سرعان ما برز كفارس مغوار وقائد محنك، عرف عنه الحكمة في التدبير والحزم في القيادة.
تجلت أهمية الأمير كوكبوري ودوره المحوري في فترة حرجة من تاريخ الأمة الإسلامية، وهي فترة الصراع المرير مع الصليبيين. فقد كان من أوائل الأمراء الذين لبوا نداء الجهاد الذي أطلقه صلاح الدين الأيوبي لتحرير القدس والأراضي المقدسة. لم يتردد الأمير الشجاع في الانضمام إلى جيوش صلاح الدين بفرسانه ورجاله، مشاركًا إياه في العديد من المعارك الحاسمة التي غيرت وجه التاريخ.
شهدت ساحات الوغى بسالة كوكبوري وإقدامه، فكان يتقدم الصفوف ويقاتل ببسالة نادرة، ملحقًا بالصليبيين خسائر فادحة. لقد كان حضوره في المعارك بمثابة دفعة معنوية هائلة للجيوش الإسلامية، لما عرف عنه من قوة وشجاعة وحسن قيادة.
لم يقتصر دور الأمير كوكبوري على الجانب العسكري فحسب، بل كان له إسهامات جليلة في الجانب الإداري والاجتماعي. فقد عرف عنه عدله وإنصافه لرعيته في إمارة أربيل، واهتمامه بالعلم والعلماء، وتشجيعه على نشر المعرفة. كما كان له دور في بناء المساجد والمدارس والمنشآت الخيرية التي خدمت المجتمع.
كانت العلاقة بين الأمير كوكبوري والسلطان صلاح الدين علاقة وثيقة تقوم على الاحترام المتبادل والثقة والتقدير. لقد أدرك صلاح الدين قيمة هذا الأمير الشجاع وإخلاصه لقضية الأمة، فكان يستشيره في الأمور الهامة ويقدر رأيه. وبالمثل، كان الأمير كوكبوري يكن لصلاح الدين كل الولاء والتقدير، ويراه القائد الملهم الذي وحد الأمة تحت راية الجهاد.
رحل الأمير مظفر الدين كوكبوري عن عالمنا في عام 630 هـ (الموافق 1233م)، تاركًا وراءه سيرة عطرة وذكرًا حسنًا في سجلات التاريخ. لقد كان نموذجًا للقائد المسلم الشجاع والعادل، الذي جمع بين قوة السيف وحكمة العقل، وضحى بكل غالٍ ونفيس في سبيل نصرة دينه وأمته.
إن تذكر سيرة الأمير مظفر الدين كوكبوري في هذا العصر لهو درس بليغ للأجيال الحالية والقادمة. إنه تذكير بأهمية الوحدة والتكاتف في وجه التحديات، وبضرورة الإخلاص للقضية والتحلي بالشجاعة والإقدام في سبيل الحق. لقد كان كوكبوري فارسًا بحق، ونبراسًا يضيء لنا دروب العزة والكرامة.
[
 

تابعنا على فيسبوك

. .
izmit escort batum escort
bodrum escort
paykasa bozum
gazianteplie.com izmir escort
18 film izle erotik film izle
deutsch porn