"الطيبة مش ضعف... لكن خلاص تعبنا"

في زمن بقت فيه السرعة هي عنوان الحياة، والناس بتجري ورا مصالحها، الطيبة بقت سلعة نادرة، وأحيانًا الناس اللي بتتحلى بيها بيتقال عليهم "ضعفاء" أو "مش فاهمين الدنيا".
لكن الحقيقة إن الطيب مش ضعيف، ده إنسان قرر يحتفظ بنقائه وسط زحمة الزيف.
النهاردة مش جاي أكتب دفاعًا عن الطيبين، هم مش محتاجين حد يدافع عنهم، لكن جاي أطرح سؤال:
ليه بقينا نستغل الطيب؟
ليه الطيبة بقت عبء على صاحبها بدل ما تكون قيمة مضافة له؟
أنا شفت بعيني ناس بتقدم الخير بكل حب، وتترمي في الآخر على الهامش. شفت ست كبيرة بتطبطب على جارها المريض، وأولادها بيقولوا عنها "ملهاش لازمة". شفت شاب وقف مع صاحبه وقت الشدة، ولما هو احتاجه... لقى الباب مقفول.
يا جماعة، الطيبة مش عيب، ومش كل طيب ساذج. فيه فرق كبير بين الطيبة وبين الغفلة.
الناس الطيبة هم اللي بيخلوا الدنيا لسه فيها أمل، لسه فيها رحمة، لسه فيها إنسانية.
بس... خلاص تعبنا.
تعبنا من كتر الجروح اللي بتيجي من أقرب الناس، من خيبات الأمل اللي بنعديها ونبتسم.
تعبنا من إن الطيب دايمًا هو اللي يتكسر ويتقاله: "انت اللي غلطان... كنت طيب زيادة!"
أنا مش بدعو الناس تبطل طيبة، لكن بدعوهم يوازنوا بين الطيبة والوعي.
كن طيب... لكن افهم، خليك حنين... بس خليك واعي.
الدنيا محتاجة الطيبين، بس كمان محتاجة إن الطيبين يقفوا على رجليهم، ويحافظوا على نفسهم.