"جبر الخواطر... بابٌ إلى الجنة"

إلى كل قلب رحيم...
إلى كل مسؤول يرجو ثواب رب العالمين...
إلى كل من يبحث عن عمل يُثقل ميزان حسناته يوم لا ينفع مال ولا بنون...
رسالتي اليوم ليست بالكلمات، بل بنداء من القلوب الموجوعة، من البيوت التي سكنها الصمت بدل الضحك، ومن أعينٍ ما نامت ليلة إلا وبلّلت وسادتها بدعاء واحد: "يارب ارزقني طفلًا يملأ عليّ حياتي بهجة وسرورًا."
نعم، يعيش بيننا من حلمه الوحيد أن يُجبر خاطره بطفل، لكن الفقر والحاجة وغلاء تكاليف عمليات الحقن المجهري أغلقت في وجوههم كل الأبواب، وضيّقت عليهم الأمل، فباتوا ينتظرون يد رحمة تمتد إليهم، لا صدقة، بل جبر خاطر.
جبر الخواطر عبادة، ودواء، ونجاة.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من نفّس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفّس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة."
فما أعظمها من كربة أن تحرم أم من طفل، وأن يُكسر قلب رجل كل يوم وهو يرى الأطفال من حوله بينما بيته خالٍ من صراخ الحياة.
لذلك، أدعوكم اليوم — كل القلوب الرحيمة، كل أهل الخير، كل الأطباء، كل رجال الأعمال — أن نبدأ مبادرة إنسانية، نُحصي فيها تلك الحالات في كل قرية وكل محافظة، ونُجري بحثًا شاملًا لها، على أن تتم تحت إشراف الجهات المختصة، بشفافية وصدق، وأن نُؤسس مؤسسة خيرية متخصصة في هذا المجال، تُعنى بهذه العمليات وتتابعها حتى تُزرع الفرحة في تلك البيوت.
ليس المطلوب فقط المال، بل الرحمة.
تبرّع بخبرتك، بوقتك، بتواصلك، بفكرتك. ولنتعاون جميعًا لنجعل من جبر الخواطر مشروع حياة، لا حالة عابرة.
فما أجمل أن نكون سببًا في زرع بسمة، وأن نُسهم في بناء أُسرة، وأن نُحيي قلبًا يذبل مع مرور العمر وخذلان الأمل.
أجبروا بخاطرهم… يجبر الله بخاطركم.
املأوا بيوتهم فرحًا… ليملأ الله بيوتكم نورًا.
كونوا يد الله في الأرض… يُكن الله لكم وليًا في السماء.