وهم الثراء السريع... حين يتحول الطمع إلى فخ قاتل

في كل صباح، نستيقظ على قصة جديدة في مجتمعنا... رجل خسر مدخرات عمره، أو سيدة باعت ذهبها لتستثمر في "مشروع مضمون"، أو شاب باع ميراثه ليغتنم فرصة "ربح خيالي". والنتيجة؟ نصب واحتيال، صراخ في الأقسام، بكاء أمام المحاكم، وأحلام انتهت بكوابيس.
إنه وهم الثراء السريع... ذلك الطُعم المغري الذي يقع فيه كثيرون بحثًا عن مال سريع، دون جهد، ودون دراسة، ودون حتى توثيق أو تفكير. نحن لا نعيش في حلم، ولا في عالم المعجزات... الربح الحقيقي يأتي بالعمل والعلم والصبر، لا بالإعلانات المضللة ولا بالوعود الوهمية.
في السنوات الأخيرة، تنوّعت أساليب النصب:
من شركات توهم الناس بأنها تستثمر أموالهم بفوائد شهرية خيالية، إلى تطبيقات مالية مجهولة، مرورًا بـ"شركات تسويق" تعتمد على سلاسل وهمية وتضخيم كاذب، وكلها في النهاية تنهار على رؤوس الضحايا.
وللأسف، يتكرر السيناريو نفسه...
الناس تُغرَى بالفائدة الكبيرة، تسلّم أموالها بثقة، ثم تُصدم بالكارثة بعد فوات الأوان.
الضحايا يتزاحمون في أقسام الشرطة، البعض يخجل أن يُصرّح بما حدث له، وآخرون يرفعون أصواتهم ولا مجيب.
فإلى متى نظل نُلدغ من نفس الجُحر؟
أليس فينا رجل رشيد؟
ألم نتعلم من مئات القضايا التي امتلأت بها المحاكم؟
أليس من حق أولادنا علينا أن نحمي لقمة عيشهم من الضياع بسبب طمع لحظي أو طيش لحظة؟
⚠️ التوصيات الهامة لكل مواطن ومواطنة:
1. لا تثق بأي شخص أو جهة تعدك بأرباح خيالية دون مخاطرة أو ضمان حقيقي.
2. استشر أهل الاختصاص قبل أي استثمار، حتى وإن بدا بسيطًا.
3. ارفض أي معاملة مالية بدون توثيق رسمي وعقود قانونية.
4. تجنب الانسياق وراء الكلام المعسول أو الشهادات الوهمية من "ضحايا سابقين" تم إغراؤهم بدورهم.
5. لا تسلّم أموالك إلا لجهات مرخصة ومعلنة وموثوق بها قانونيًا.
6. اجعل العقل يقودك لا الطمع، واستثمر في التعليم والمعرفة قبل الاستثمار في المال.
أحبتي...
لا تتركوا أنفسكم فرائس سهلة لهؤلاء الذئاب، فالمال لا يعود، والندم لا يشفع، والبيوت حين تنهار يصعب ترميمها.
اللهم احفظ وطننا وأهله من كل شر، وامنحنا الوعي والبصيرة قبل اتخاذ أي قرار.