"جيل في مهب الإهمال.. راقبوا أبناءكم قبل فوات الأوان"
في زمنٍ تتسارع فيه المغريات وتتنوع فيه المؤثرات، باتت تربية الأبناء مسؤولية مضاعفة، لا يكفي معها توفير الطعام والملبس والتعليم، بل تستلزم رقابة واعية، وتوعية دائمة، وتواصلًا صادقًا لا ينقطع.
لم يعد من الحكمة أن نبرر تصرفات أبنائنا بجملة "هذا جيل صعب"، أو "الأولاد تغيّروا"، بل الحكمة أن نغير نحن من أسلوبنا، ونقترب منهم أكثر، نراقب، نعم نراقب، لا تجسسًا بل حبًا وخوفًا عليهم، لأن أطفالنا اليوم في خطر حقيقي.
اسأل عن ابنك في المدرسة، تحدث إلى معلمه، إلى شيخه في الكُتّاب، راقب أسلوبه في الحديث، ألفاظه، حركاته. اسأل أصدقاءه عن طباعه، عن طريقة تعامله معهم. افتح قلبك له، اسأله عن يومه، عن مشاعره، عن أفكاره. لا تتركه غريبًا في بيتك، وأنت تحسب أنك تؤمن له الحياة.
راقب أمواله، كيف حصل عليها؟ من أين أتى بها؟ علّمه أن المال لا يأتي إلا بالحلال، وأن السرقة حرام، وأن من يأخذ ما ليس له سينال عقاب الله في الآخرة، وسيتعرض لعقوبة السجن في الدنيا.
لا تتردد في تفتيش حقيبته، هاتفه، ملابسه، لكن بلطف ومحبة، لا بعنف وريبة. علّمه أن طلب الحاجة لا يُخجل، وأنه إن احتاج شيئًا فليطلبه منك، لا أن يأخذه خلسة.
اقتربوا من أولادكم، واهتموا ببناتكم. اتركوا مشكلات العمل والخارج خلف الباب، وادخلوا على قلوب أبنائكم بضحكة واهتمام. ازرعوا فيهم الحب، وسوف تحصدون منهم الحنان، والقرب، والخير.
رسالة اليوم: أطفالنا في خطر.. راقبوا أولادكم قبل أن تندموا.
ما نراه في أيدي بعض الأطفال من أموال ليست من سنهم، أو تصرفات غريبة عن بيئتنا، كلها إشارات خطر. لا تدعوا الإهمال يغتال براءتهم. فثمن الغفلة الآن سيكون ألمًا في الغد.
