بعد فشل فيروز.. هل تنجح تجربة منة عرفة؟

بعد سنوات من الغياب، عادت محاولات إعادة تقديم نجوم الطفولة إلى الواجهة، لكن هذه المرة من بوابة منة عرفة، التي كانت يومًا ما "الطفلة المشاغبة" المحبوبة على الشاشة. وبينما يتذكر الجمهور جيدًا إخفاق تجربة الفنانة فيروز في العودة إلى الأضواء بعد سنوات من العزلة، يطرح السؤال نفسه: هل تنجح منة عرفة فيما فشلت فيه فيروز؟
فيروز، التي لقّبت بـ"الطفلة المعجزة"، صنعت مجدًا فنيًا لا يُنسى في خمسينيات وستينيات القرن الماضي، لكنها حين حاولت العودة لاحقًا لم تجد المكان الذي يليق بتاريخها، وواجهت صعوبات في إثبات نفسها بعيدًا عن قالب الطفولة. فشلها لم يكن بسبب غياب الموهبة، بل لأن الجمهور لم يتقبلها إلا كما عرفها أول مرة: طفلة.
أما منة عرفة، فقد اختارت مسارًا مختلفًا. بعد تألقها في أدوار الطفلة مع نجوم كبار، واصلت ظهورها تدريجيًا، محاولة الخروج من عباءة "الطفلة الظريفة" إلى أدوار أكثر نضجًا وجرأة. ظهورها على السوشيال ميديا وتصريحاتها المثيرة أحيانًا، جعلتها تظل في دائرة الجدل والاهتمام.
وفي مقارنة سريعة، فإن لكل منهما أعمالاً صنعت البداية ورسّخت الاسم:
فيروز برزت في أعمال خالدة مثل:
ياسمين (1950)
دهب (1953)
عفريتة إسماعيل يس (1954)
الحرمان (1953)
وقد تميزت بخفة ظلها وبراعتها الاستثنائية في الغناء والتمثيل في سن مبكرة، لكنها اعتزلت الفن وهي في سن المراهقة، وعادت لاحقًا بشكل محدود لم يحقق صدى كبيرًا.
أما منة عرفة، فانطلقت في سن مبكرة عبر برامج ومسلسلات ثم برزت في:
مطب صناعي (2006) مع أحمد حلمي
راجل وست ستات (عدة مواسم)
الحب كده (2007)
القشاش (2013)
آخر كلام (2008)
كما شاركت مؤخرًا في أعمال على المنصات مثل: الحرامي وعشان أنا كبير
دون أن تنقطع تمامًا عن الساحة، لكنها لا تزال في مرحلة البحث عن دور يعيد تقديمها كممثلة ناضجة.
الناقد الفني طارق الشناوي صرّح في إحدى لقاءاته:
"منة عرفة تمتلك حضورًا وكاريزما، لكنها تحتاج لاختيار أدوار تثبت تطورها، لا تثير فقط الضجة. المسألة ليست في الظهور، بل في نوعية الظهور."
بينما يرى الناقد خالد محمود أن التحدي الأكبر أمامها هو "كسر الصورة الذهنية التي ربطها بالجمهور كطفلة"، ويضيف:
"إذا لم تُقنع الجمهور بأنها ممثلة ناضجة، فستظل في منطقة الوسط بلا هوية حقيقية."
أما على مستوى الجمهور، فتتباين الآراء:
تقول منى أحمد (22 سنة، طالبة إعلام):
"أنا تابعت منة منذ صغرى وبصراحة مشكلتي معاها إنها دايمًا بترجع للسوشيال ميديا أكتر من الفن. نفسنا نشوفها في دور قوي، زي ما عملت وهي طفلة."
بينما يرى هشام رجب (30 سنة، موظف):
"هي ممثلة شاطرة، بس محتاجة مخرج شاطر يطلع منها الجانب التاني اللي لسه ما شفناهوش."
في النهاية، نجاح تجربة منة عرفة مرهون بقراراتها القادمة، ومدى قدرتها على تجاوز ظلال الطفولة وصناعة هوية فنية مستقلة. فهل تنجح في كسر النمط وتحقيق ما عجزت عنه غيرها؟ الأيام وحدها كفيلة بالإجابة.