18:10 | 23 يوليو 2019

منى صدقى تكتب: ترامب يهذى والقناة تسير !!!

11:22am 30/04/25
منى صدقي مازن
منى صدقي مازن

بعد تصريحاته الأخيرة المثيرة للجدل بخصوص امتلاك الولايات المتحدة الأمريكية لقطاع غزة وتحويله إلى منتجع أمريكي، وتهجير سكانه إلى مناطق مثل سيناء والأردن، وكذلك قراراته غير المسؤولة بشأن رفع الرسوم الجمركية، ما أدى إلى تصاعد حدة الحرب التجارية والاقتصادية بين واشنطن وبكين، خرج الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتصريحات جديدة ، قال خلالها إنه يجب السماح للسفن التجارية والعسكرية الأمريكية بالمرور عبر قناتي السويس وبنما دون دفع رسوم وأكد أنه طلب من ماركو روبيو وزير الخارجية أن يتولى هذا الأمر فورًا

 

تصريحات ترامب مستفزة إلى أقصى حد، خاصة أنها تتعلق بأمور لها أبعاد تاريخية وسيادية مهمة بالنسبة لمصر ، فقناة السويس ، مشروع يعود فكرته لعصور قديمة، قبل تأسيس الولايات المتحدة بزمن طويل أى قبل ميلا أجداد ترامب أساساً فهى ليست مجرد ممر مائي، بل رمز لتضحيات الشعب المصري، تجدها في روح ونفس كل مصري مثل سيناء، التي استعادتها مصر بعرق ودماء أبنائها.

 

ولا ينسى المصريون قرار تأميم قناة السويس عام 1956 على يد الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، وكان هذا الحدث بمثابة إعلان لسيادة مصر على القناة بعد انسحاب القوى الكبرى من تمويل مشاريعها ، ورغم أن ترامب قد يجد تبريراً لتصريحاته فيما يتعلق بامتلاك أمريكا لقناة بنما حتى نهاية القرن العشرين قبل تسليمها لبنما، إلا أن تصريحاته بشأن قناة السويس لا تخضع لأي مبررات منطقية

 

فاتفاقية القسطنطينية لعام 1888 تضمن حرية الملاحة لجميع الدول في قناة السويس برسوم موحدة، ولا تثبت أي حقوق استثنائية لأي دولة للمرور المجاني ، وهذه التصريحات يمكن اعتبارها تجاوزاً صارخاً للسيادة المصرية وللقوانين الدولية

 

و لا جديد فتصريحات ترامب بعيدة عن الحكمة والواقع والمنطق ولا تخرج من شيخ قرية فضلاً أن يكون رئيس لأكبر دولة فى العالم، خاصة مع إدارته للشؤون بطابع تجاري وفوقي، ما يدفع بالكثيرين للمطالبة بإزاحته عن السلطة حفاظًا على مصالح بلادهم وعلى مستوى العلاقات الدولية المتزنة 

 

وفي علم السياسة والدبلوماسية يُقال إن "عدم الرد أحيانًا هو الرد" فبعض التصريحات لا تستحق حتى أن نهتم بها حفاظًا على هيبة التاريخ ووزن الدولة وعدم منح التفاهات ما يفوق قدرها من الضوء، وتبقى مصر بتاريخها العريق وصبرها الطويل قادرة على التفريق بين التصريحات العابرة والمواقف الراسخة .

وفى النهاية يبقى أن قناة السويس ليست مجرد ممر مائي بل رمز سيادة وكرامة وطن وهي لا تُمنح امتيازًا ولا تُدار بمنطق الفاتورة المؤجلة فمن حفرها بيديه وحررها بإرادته لا ينتظر إذنًا من أحد ولا يرد على كل من تاه في فصول التاريخ

تابعنا على فيسبوك

. .
izmit escort batum escort
bodrum escort
paykasa bozum
gazianteplie.com izmir escort
18 film izle erotik film izle
deutsch porn