18:10 | 23 يوليو 2019

شخصية وعلامه مع نور سلامه

12:19pm 20/04/25
صورة أرشيفية
نور سلامه

 يظل اسم السلطان العثماني محمد الثاني، المعروف بـ "الفاتح"، محفورًا بأحرف من نور في سجلات التاريخ، ليس فقط كفاتح لمدينة القسطنطينية الحصينة، بل كقائد فذ ورجل دولة صاحب رؤية استراتيجية غيرت موازين القوى في عصره.
ولد محمد الثاني في مدينة أدرنة عام 1432، ونشأ في كنف والده السلطان مراد الثاني، الذي أولاه عناية خاصة في تعليمه وتثقيفه. تلقى الأمير الشاب دروسًا مكثفة في العلوم الدينية واللغات والتاريخ والجغرافيا، بالإضافة إلى التدريب العسكري وفنون القيادة. وقد تميز بذكاء حاد وشخصية طموحة وعزيمة لا تلين، مما أهله لتولي زمام الأمور في سن مبكرة.
اعتلى محمد الثاني عرش الدولة العثمانية للمرة الأولى عام 1444 وهو لم يتجاوز الثانية عشرة من عمره، بناءً على رغبة والده الذي أراد اختبار قدراته. إلا أن الظروف السياسية الداخلية والخارجية آنذاك أدت إلى تنازله عن العرش مؤقتًا لصالح والده. لكن طموح الشاب لم يخمد، وسرعان ما عاد إلى السلطة عام 1451 بعد وفاة مراد الثاني، ليضع نصب عينيه هدفًا طالما راود أسلافه: فتح القسطنطينية، عاصمة الإمبراطورية البيزنطية العريقة.
كانت القسطنطينية تمثل شوكة في خاصرة الدولة العثمانية، فهي مدينة ذات موقع استراتيجي حيوي تتحكم في المضائق وتفصل بين أراضي الدولة في أوروبا وآسيا. بالإضافة إلى ذلك، كانت المدينة رمزًا للمسيحية الشرقية وحاضرة ثقافية وتجارية مهمة.
شرع السلطان الشاب بكل حماس في تحقيق هذا الحلم. قام بتعزيز الجيش العثماني وتطوير أساليب الحصار، وأمر ببناء أسطول بحري قوي. كما أشرف بنفسه على تصميم وبناء مدفع ضخم أطلق عليه اسم "المدفع السلطاني"، كان الأكبر من نوعه في ذلك العصر وقادرًا على اختراق أسوار المدينة المنيعة.
في السادس من أبريل عام 1453، بدأت عملية حصار القسطنطينية التي استمرت قرابة شهرين. واجه الجيش العثماني مقاومة شرسة من المدافعين البيزنطيين وحلفائهم، ولكن تصميم السلطان الشاب وقوة عزيمة جنوده كانت أقوى. وفي مشهد تاريخي لا يُنسى، تمكن العثمانيون من إدخال سفنهم إلى خليج القرن الذهبي عبر البر بعد دهن جذوع الأشجار وتسيير السفن عليها، وهو إنجاز عسكري غير مسبوق أذهل العالم.
في التاسع والعشرين من مايو عام 1453، سقطت القسطنطينية أخيرًا في يد العثمانيين، ليتحقق بذلك حلم الأجيال. دخل السلطان محمد الثاني المدينة منتصرًا وأعلنها عاصمة جديدة لدولته، وغير اسمها إلى "إسطنبول" أي "مدينة الإسلام". وقد عامل سكان المدينة المسيحيين برفق وتسامح نسبيين، مما أكسبه احترام المؤرخين والعديد من السكان.
لم يتوقف طموح محمد الفاتح عند فتح القسطنطينية. واصل فتوحاته في البلقان والأناضول، ووسع رقعة الدولة العثمانية لتشمل مناطق واسعة. اهتم بتطوير الدولة على مختلف الأصعدة، فعمل على بناء المساجد والمدارس والمستشفيات، وشجع على العلوم والفنون. كما وضع أسسًا إدارية وقانونية متينة للدولة العثمانية التي استمرت قرونًا بعد وفاته.
توفي السلطان محمد الفاتح عام 1481 وهو في التاسعة والأربعين من عمره، تاركًا وراءه إمبراطورية مترامية الأطراف وإرثًا تاريخيًا عظيمًا. يُنظر إليه حتى اليوم كواحد من أعظم القادة العسكريين والسياسيين في التاريخ، وشخصية محورية غيرت مسار العالم بفتحه للقسطنطينية، المدينة التي أصبحت رمزًا لعظمة الدولة العثمانية وإحدى أهم المدن في العالم.
 

تابعنا على فيسبوك

. .
izmit escort batum escort
bodrum escort
paykasa bozum
gazianteplie.com izmir escort
18 film izle erotik film izle
deutsch porn