18:10 | 23 يوليو 2019

"زمان.. حين كانت الأخلاق قانونًا غير مكتوب"

3:22pm 20/04/25
صورة أرشيفية
نور سلامه

في زمنٍ ليس ببعيد، كان لكل تصرف ميزان، ولكل موقف حساب، وكانت القيم والأخلاق تحكم تفاصيل الحياة اليومية دون حاجة لقوانين مكتوبة أو كاميرات مراقبة. كان "العيب" رادعًا كافيًا، وكانت "الأصول" دستورًا يتفق عليه الجميع، كبارًا وصغارًا.
في ذلك الزمان الجميل...
كان من العيب أن تزور سيدة صديقتها المتزوجة وزوجها موجود في البيت، احترامًا للخصوصية والبيوت. وكان الزائر لا يطرق باب الشقة مباشرة، بل يرن الجرس من أول السلم، حتى لا "يكشف البيت" على غفلة.
وكان من العيب أن الأخت تبيت عند أختها المتزوجة، أو أن البنت تتحدث أو تضحك بصوت عالٍ في الطريق، فالصوت الهادئ دليل حياء، والحياء كان تاج البنات.
وكان من العيب...
أن نُجلس ونضحك وصديقنا يمر بجوارنا بصحبة والده. أو أن نضع رجلًا على رجل أمام الآباء والكبار. وكانت نظرة خاطفة من شاب تجاه جارة تُعد تجاوزًا يستوجب التأديب. وكان الأخ الأصغر لا يجرؤ على تدخين سيجارة أمام أخيه الأكبر، احترامًا لا خوفًا.
في ذلك الزمان...
كان إذا حدثت خصومة، اجتمع الجيران للصلح، لا للتفرقة. وإذا رأينا جارتنا تحمل شنطة ثقيلة، تسابقنا لحملها دون انتظار شكر. وإذا أصاب أحدهم مصاب، أُطفئت الشاشات، وتوقفت الأفراح احترامًا للحزن.
كنا إذا اختلفنا، كنا نُرجع الأمر للكبير فينا. لا نرفع أصواتنا فوق صوته، ولا نكسر رأيه، لأنه كبير ليس بالسن فقط، بل بالمقام والهيبة.
اليوم...
في زمن السرعة والتكنولوجيا، تغيرت الكثير من هذه العادات، وغابت بعضها تحت مسميات مثل "الحرية" و"التطور". لكن الحقيقة التي لا يجب أن نغفلها أن الأخلاق لا تبلى، والمبادئ لا تندثر. بل هي التي تحفظ المجتمعات من الانهيار، وتحمي القلوب من التصحر.
عندما غابت الأخلاق، اشتد البلاء، وظهرت الغرابة في سلوك الناس وكأنهم غرباء عن تلك الأرض الطيبة التي تربّينا فيها.
فصلّوا على من قال: "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق"،
علّنا نعود لما كان، ولو قليلًا، فـ"زمان" لم يكن أجمل فقط.. بل كان أطهر وأصدق وأحن.
 

تابعنا على فيسبوك

. .
izmit escort batum escort
bodrum escort
paykasa bozum
gazianteplie.com izmir escort
18 film izle erotik film izle
deutsch porn