حين أنقذت مصر قمة بغداد

فى وقتٍ هرولت فيه بعض العواصم العربية نحو من افسدوا الأرض وقتلوا الشعوب باحثين عن رضاهم ومباركتهم كانت الأبصار تائهة فى مستنقع الخيبة والمهانة تنتظر موقفًا عربيًا يُعيد للأمة هيبتها وللقضية الفلسـطينية كرامتها.
وفى لحظة كادت فيها القمة أن تسجل فشلًا ذريعًا أمام أعين العالم لغياب العروبة والرجولة والموقف أطلت مصر... من أرض الكنانة من الأرض المحفوظة بذكر الله، لتحمل راية العزة والكرامة وتعيد للقمة بريقها وللموقف العربى روحه.
مصر التى لم تغيّر وجهتها منذ اليوم الأول والتي بقيت ثابتة رغم ما واجهته من مؤامرات وخسائر، ما توانت يومًا عن قول الحق والوقوف إلى جانب المظلومين وعلى رأسهم شعب فلسـطين الباسل وأهل غـزة الصامدين.
كم دفعت مصر من ثمن لمواقفها؟
كم حُيكت ضدها من خطط وفتن؟
ومع ذلك ظلت شامخة لأنها تؤمن أن عزّة الأمة لا تُشترى وأن الشرف لا يُباع.
ولأنها أم الدنيا صاحبة التاريخ العريق وجيشها الذى عرفته الحضارات قبل أن تُخلق قوى العصر الحديث، جاءت مصر لتنتشل قمة بغداد من هوّة الفشل، وتضعها أمام العالم على خارطة الفعل لا الكلام.
تحيا مصر... تحيا بموقفها بشعبها وبجيشها الذى لا يعرف الانكسار.