دونالد ترامب توقيع صفقات اقتصادية وعسكرية ضخمةمع دول الخليج

قام الرئيس الأمريكى دونالد ترامب الأسبوع الماضى بجولة خليجية شملت السعودية وقطر والإمارات ركزت على توقيع صفقات اقتصادية وعسكرية ضخمة بينما غابت عنها معالجة جادة للإبـــادة التى تركتبها إسرائيل فى قطاع غزة والأزمة الإنسانية المتفاقمة الناتجة عنها.
صفقات تريليونية: استثمارات وأسلحة
أثمرت جولة ترامب عن تعهدات والتزامات استثمارية ضخمة من دول الخليج حيث أعلنت السعودية عن استثمار 600 مليار دولار فى الاقتصاد الأمريكى فيما تعهدت قطر باستثمار مبلغ يصل إلى 1.2 تريليون دولار فى الاقتصاد وحذت الإمارات حذو قطر بالتعهد باستثمار مبلغ يصل إلى 1.4 تريليون دولار خلال العقد المقبل تشمل تعاون ومشاريع في الذكاء الاصطناعي والطاقة وأشباه الموصلات.
على صعيد الدفاع وقعت الولايات المتحدة صفقات تسليح مع السعودية بقيمة 142 مليار دولار فى صفقة وصفت بالأكبر من نوعها فى التاريخ. كما وقعت الولايات المتحدة وقطر بيان نوايا لتعزيز الشركة الأمنية بشكل أكبر والذي حدد أكثر من 38 مليار دولار من الاستثمارات المحتملة بما فى ذلك دعم تطوير وتوسعة قاعدة العديد الجوية بقيمة 10 مليار دولار.
ووقعت الإمارات صفقات تجارية وعسكرية مع الولايات المتحدة بقيمة تبلغ 200 مليار دولار بينما وقعت دولة قطر صفقات تجارية تبلغ قيمتها 243.5 مليار دولار.
استثمارات وصفقات لا تصل إلى أرض الواقع
زيارة ترامب الأخيرة ليست الأولى التى شهدت تعهدات باستثمارات ضخمة وصفقات تجارية وعسكرية تتجاوز قيمتها مليارات الدولارات. ففى عام 2017 عندما زار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب خلال ولايته الأولى المملكة العربية السعودية تعهدت الأخيرة باستثمارات تصل قيمتها إلى 350 مليار دولار. وعلى الرغم من ذلك تشير البيانات إلى أن حجم الاستثمارات السعودية فى الولايات المتحدة لم يتجاوز 130 مليار دولار فى الفترة ذاتها بما فى ذلك الاستثمارات السعودية في سوق السندات الأمريكية.
كما اتفق الجانبان آنذاك على صفقات أسلحة بقيمة تبلغ 110 مليار دولار ومع ذلك لم ينفذ من هذه الصفقات سوى جزء قليل منها حيث وصلت إجمالى الصفقات والمبيعات العسكرية الأمريكية للمملكة العربية السعودية منذ ذلك الحين حتى الآن إلى 14 مليار دولار فقط وتشير التقارير أن الصفقة الأخيرة التى أعلنها ترامب هى فى الواقع تعود إلى الصفقات الموقعة فى عام 2017.
أيضا، وقعت دولة الإمارات فى عام 2020 اتفاقا يقضى بشراء مقاتلات F-35 الشبحية ومسيرات بقيمة 10 مليار دولار وعقود أخرى لبيع أسلحة وذخائر بقيمة تبلغ 10 مليار دولار لتصل القيمة الكلية لتلك الصفقات إلى 23 مليار دولار لكن سرعان ما توقفت الصفقة فور رحيل ترامب عن البيت الأبيض وتولى جو بايدن رئاسة البلاد.
غزة تغيب عن أجندة قمة ترامب الخليجية
رغم تصاعد الأزمة الإنسانية فى غزة وتوسيع إســرائــيل نطاق عملياتها العسكرية فى القطاع مع المضى قدمًا فى تنفيذ خطط تهجير الفلسطينيين ونقلهم إلى جنوب القطاع لم تحتل القضية الفلسطينية أو الحــرب فى غزة تحديدًا مكانة بارزة فى جولة ترامب. كما لم تطرح الدول العربية التى زارها ترامب هذه القضية بل ركّزت الزيارة فى مجملها على تعزيز علاقاتها واستثماراتها مع الولايات المتحدة. وغابت أيضًا عن المشهد الدول ذات التأثير الأكبر فى الملف الفلسطينى ومنها مصر والأردن