زلزال الصباح.. رسائل الطبيعة التي لا تُهمل

في صباح الخميس، استيقظ بعض المصريين على اهتزاز طفيف في الأرض، لم يستمر أكثر من عشرين ثانية، لكنه كان كافيًا ليثير التساؤلات ويوقظ القلوب. الزلزال الذي سجّلته محطات الشبكة القومية لرصد الزلازل بقوة 6.24 درجة على مقياس ريختر، لم يكن مدمرًا، ولم يُسجل بسببه أي خسائر، لكنه جاء كتذكرة ناعمة من الطبيعة بأننا لسنا وحدنا على هذا الكوكب، وأن الأرض تحت أقدامنا ليست دومًا ساكنة.
الحدث وقع في البحر المتوسط، شمال جزيرة كريت، على بعد يقارب 500 كيلومتر من مدينة مرسى مطروح، لكن أثره وصل إلى القاهرة والجيزة وبعض المحافظات الأخرى، حيث شعر به السكان في لحظة صمت وذهول، متسائلين: ماذا يحدث؟
الدكتور شريف الهادي، رئيس قسم الزلازل بالمعهد القومي للبحوث الفلكية، طمأن الجميع بأن مصر لا تقع على حزام الزلازل العالمي، وأن هذه الهزة ليست الأولى من نوعها في منطقة شرق المتوسط المعروفة بنشاطها الزلزالي. أما الدكتور جاد القاضي، رئيس المعهد، فقد أكد أن الأمر لا يدعو للقلق، طالما لم يسفر عن أي ضرر في الأرواح أو الممتلكات.
ورغم كل التطمينات العلمية، فإن هذا الحدث يفرض علينا التوقف أمام معنيين مهمين: أولهما، ضرورة تعزيز ثقافة الاستعداد للطوارئ بين المواطنين، وتعميم الوعي بكيفية التصرف في حال وقوع زلازل أكبر لا قدر الله. وثانيهما، أن هذه الظواهر الطبيعية تذكرنا دومًا بضعف الإنسان مهما بلغ من قوة أو علم، وبأن التواضع أمام الكون هو قمة الحكمة.
وفي زمن تمتلئ فيه حياتنا بالضجيج والانشغال، ربما كانت تلك الثواني القليلة رسالة من الأرض نفسها: أن نهدأ قليلًا، ونصغي إلى ما لا يُقال، فالأرض، وإن صمتت طويلًا، تتكلم حين تريد.