18:10 | 23 يوليو 2019

حين التقينا من جديد… سكنتُ

11:27am 22/05/25
صورة أرشيفية
هاله المغاورى

ليس كل ما نفترق عنه يزول.
بعض الأشخاص حين يغيبون، يتركون في القلب فراغًا لا يُملأ، مهما مرّت السنوات.
كنا يومًا حبيبين، جمعتنا الأيام… ثم فرّقتنا.
لم نكره، لم نخُن، فقط الحياة قالت كلمتها.
ومضينا… نحمل الذكرى وشيئًا من الألم.
لكن بعض القصص لا تنتهي، بل تختبئ خلف الأيام، حتى يحين وقتها.
ولقاؤنا لم يكن صدفة… بل كان استدعاءً من قلبين لم ينسَ أحدهما الآخر.
كنا قد افترقنا منذ عامين… لا خصام، ولا وداع حاد، فقط تلاشى حضورنا من حياة بعضنا بهدوء، كما تذوب أنوار المدينة في آخر الليل.
وها نحن الآن، على تراس فندق ساحلي راقٍ، نطلّ على البحر، والليل ساكن بيننا كشاهِد على ما مضى.
رأيته… فارتبكت أنفاسي.
لم يتغيّر كثيرًا، سوى أن عينيه صارتا أعمق، ونظرته أكثر نضجًا.
تبادلنا الابتسامات… تلك التي تحتفظ في طيّاتها بكل ما لم نقله وقت الفراق.
جلس بجانبي، دون أن يسأل أو يفسّر، وكأننا توقفنا عن الحديث منذ ساعات فقط، لا سنوات.
المدينة خلفنا نامت، وأمامنا البحر يهمس بأسراره.
أما أنا، فكنت أستند برأسي على صدره، كأنني لم أغادره يومًا.
ذراعه كانت كما عهدتها… دافئة، محايدة تجاه العالم، لكنها منحازة لي.
أنفاسه تتقاطع مع أنفاسي، والسكوت بيننا يحكي أكثر من كل الكلمات.
همس بصوت ناعم:
“عارفة؟ ولا يوم راح من قلبي.”
أغمضت عيني، وأنا أبتسم… وكأن قلبي صدّق كل شيء، وكأننا ما افترقنا قط.
مرّر يده على خدي برقة، كمن يتحقق أن ما أمامه ليس خيالًا.
قربه أعاد لي ملامحي… وصوته أعاد ترتيب نبضي.
لم يكن الحب قد مات، فقط كان نائمًا في انتظار لحظة كهذه.
مع اقتراب الفجر، بدأت المدينة تستعيد أصواتها… لكننا كنا خارج الزمن.
لا حديث دار، ولا تبرير.
كأن اللقاء بحد ذاته كان الجواب.
نظرتُ إليه، فابتسم.
كانت ابتسامته آخر الكلام، وبداية السلام.
ولأول مرة منذ رحيله، شعرت أنني وصلت.
لأنني حين عدت إلى عينيه ... سكنت.
 

تابعنا على فيسبوك

. .
izmit escort batum escort
bodrum escort
paykasa bozum
gazianteplie.com izmir escort
18 film izle erotik film izle
deutsch porn