رسالة الي اهل كل زوجة.خافو الله في بيوتهن

في زمن كثرت فيه الخلافات الزوجية وتزايدت حالات الطلاق، بات من الضروري أن نتحدث إلى من بيدهم مفاتيح التوجيه والنصح، لا سيما أهل الزوجة، الذين يُفترض أن يكونوا سندًا لبنتهم وزوجها في وجه رياح الحياة.
يا أهل كل امرأة متزوجة، حين تأتي ابنتكم إلى بيتكم في زيارة، أو تلجأ إليكم في لحظة ضيق أو خصام مع زوجها، تذكروا أنكم لستم خصومًا لزوجها، بل أنتم شركاء في بناء بيتها واستقراره. خافوا الله في بيوتهن، فإن الكلمة التي تلقونها على مسامعها قد تكون إما طوق نجاة لحياتها الزوجية، أو معول هدم يهدّ أركان بيتها.
ازرعوا في قلبها الحب والتفاني، علّموها الصبر والحكمة، ذكّروها أن البيوت لا تُبنى بالكلام الطيب فقط، بل بالتضحيات وتحمل المسؤوليات. لا تشجعوها على الهروب من بيتها عند أول خلاف، ولا توغروا صدرها على زوجها، فإن الشيطان لا يدخل بيتًا عامرًا بالمحبة والتسامح، لكنه يجد مرتعًا في كل بيت تشوبه الفتن والبغضاء.
تذكروا قول الله تعالى:
"فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا" [النساء:34]
وقوله:
"وَالصُّلْحُ خَيْرٌ" [النساء:128].
كونوا عونًا على الإصلاح لا الهدم، وكونوا مثل أم سليم التي كانت تُعلّم ابنتها أن تكون زوجة صالحة تحفظ بيتها وتصون كرامتها وتعين زوجها على الطاعة.
فلنحذر جميعًا من أن نكون سببًا في تفكيك الأسر وتشتيت الأبناء. ولنتذكر دائمًا أن الكلمة أمانة، والنصيحة مسؤولية، والله مطلع على ما في القلوب.