رسالة اليوم إلى محافظ سوهاج: قرى المحافظة تنتظرك يا سيادة اللواء
سيادة اللواء عبدالفتاح سراج الدين، محافظ سوهاج المحترم،
تحية طيبة وبعد،
نعلم أن منصبكم ليس بالسهل، وأن المسؤولية التي حملتموها على عاتقكم جسيمة، وأن المراكز والمدن الكبرى بالمحافظة تستهلك الكثير من الجهد والوقت، لكن ما لا يقل أهمية عنها، بل ربما ما يفوقها حاجة، هو الريف الصعيدي الحقيقي: النجوع والعزب والقرى الصغيرة التي تمثل العمق الشعبي والوجه الحقيقي لمحافظة سوهاج.
اليوم، ننقل إليكم صوت المواطن البسيط، ذاك الفلاح الذي ينتظر تحسين خدمات الوحدة الصحية بقريته، وتلك الأم التي تعاني في كل مرة تذهب فيها إلى مكتب التموين أو البريد، وتلك الأسرة التي تنتظر منذ سنوات تمهيد طريق، أو تركيب عمود كهرباء، أو استكمال صرح تعليمي، أو حتى صيانة مسجد أو مركز شباب.
نحن نرى جولاتكم الكريمة في المدن والمراكز، وندرك حرصكم، لكننا نطمح لرؤيتكم بيننا في القرى، تسيرون في شوارعها الضيقة، وتستمعون إلى نبض أهلها، وتتفقدون عن قرب:
المجالس القروية ووضعها الخدمي.
الوحدات الصحية ومستوى الرعاية فيها.
الوحدات الاجتماعية وما تقدمه للمستحقين.
مكاتب التموين والزراعة وما يعانيه المواطن من الروتين والبيروقراطية.
البريد وضرورة توفير ماكينات صراف آلي بكل قرية، خاصةً لكبار السن وأصحاب الهمم.
المدارس والطرق التي تحتاج رعاية عاجلة.
المرافق العامة والكهرباء والمياه التي يعاني البعض من غيابها أو تكرار انقطاعها.
المساجد من حيث النظافة والإشراف والدور التربوي.
مراكز الشباب ودورها المفقود في حياة أبنائنا.
الصناعة والزراعة التي تحتاج توجيهًا ودعمًا حقيقيًا، والمزارع الصعيدي الذي يحتاج أن يسمعه المحافظ بنفسه.
هذه ليست شكوى، بل هي دعوة صادقة ومخلصة من أهل سوهاج في الريف والنجوع أن يكونوا أمام ناظريكم كما هم في قلوبكم.
يا سيادة اللواء، لا نريد زيارات إعلامية، بل ميدانية، نريد أن نراك فجأة في قريتنا دون موعد، تمسك يد شيخ مسن، وتسأل طفلًا عن مدرسته، وتجلس مع الشباب في مركزهم، وتتابع ما ينقص كل مرفق من مرافق الحياة.
أنت مسؤول أمام الله أولًا، ثم أمام الناس الذين وثقوا فيك، ونحن نثق أن في جعبتكم الكثير لسوهاج، ولكن الريف يحتاجك اليوم أكثر من أي وقت مضى.
وفي الختام، لك منا كل تقدير واحترام، ونتمنى أن تصل هذه الرسالة وتُترجم إلى زيارات وخطوات فعلية نراها على الأرض
