18:10 | 23 يوليو 2019

"صوت بلا وعي.. أمة بلا مستقبل"

11:57am 11/09/25
صورة أرشيفية
حسام النوام

في كل موسم انتخابي، تتجدد الأصوات، وترتفع الشعارات، وتزدحم الساحات بوعود المرشحين. لكن يبقى السؤال الأخطر الذي يجب أن يسأله كل ناخب وكل ناشط سياسي لنفسه: لماذا اخترت هذا المرشح تحديدًا؟
هل لأنك مقتنع بقدراته؟ أم لأنك انسقت خلف صورة لامعة، أو كلمة رنانة، أو مصلحة ضيقة؟
الإجابات السهلة... والمصير الصعب
حين نعود إلى الشارع ونستمع لآراء الناس، نجد أن كثيرًا من الإجابات تدور في دائرة سطحية وخطيرة في الوقت نفسه:
"وجه جديد" وكأن التجديد في الشكل وحده كفيل بالتغيير.
"شاب" وكأن الشباب صكّ غفران أو شهادة كفاءة بلا خبرة أو رؤية.
"قريبنا أو جارنا" وكأن القرابة أو الجيرة معيار موضوعي للعمل العام.
وهناك من لا يملك إجابة، أو يكتفي بابتسامة واهية تكشف عن غياب وعي حقيقي.
هذه التبريرات البسيطة تتحول بمرور الوقت إلى أزمة وطنية. فاختيار المرشحين على أسس هشة لا يؤدي إلا إلى برلمان ضعيف، وقرارات مرتبكة، ومجتمع يندم بعد فوات الأوان.
الوعي السياسي... بين العاطفة والعقل
السياسة ليست عاطفة عابرة، ولا هي مباراة جماهيرية يربح فيها الأكثر هتافًا. بل هي مسؤولية ثقيلة تقوم على معايير موضوعية:
ماذا قدّم المرشح من إنجازات ملموسة في مجتمعه؟
ما رؤيته لمستقبل الوطن؟
ما قدرته على التشريع والمراقبة وخدمة الناس بحق؟
هل يملك سجلًا نظيفًا من شبهات الفساد أو المصالح الخاصة؟
إن الناخب الواعي هو الذي يتعامل مع صوته الانتخابي كأمانة، لا كهبة عاطفية. بينما الناخب الذي يختار بلا تفكير يفرّط في حقه وحق الأجيال القادمة.
الناشط السياسي... مسؤولية مضاعفة
أما الناشطون السياسيون، فدورهم لا يقل خطورة. الناشط الحقيقي ليس الذي يتغنى بمرشح لأنه "قريبه" أو "يخصه"، بل الذي يسعى لتوعية الناس، ويطرح الأسئلة الصعبة، ويكشف الحقائق بلا خوف. لأن السياسة في جوهرها عمل عام، لا ساحة للمجاملات أو المصالح الشخصية.
بين المصلحة العامة والخاصة
التاريخ القريب والبعيد يؤكد أن الأمم التي بنت تجربتها الديمقراطية الحقيقية، فعلت ذلك حين وضعت المصلحة العامة فوق أي اعتبار. أما الشعوب التي انساقت خلف العاطفة أو المصلحة الضيقة، فقد دفعت ثمنًا باهظًا من حاضرها ومستقبلها.
في النهاية، تظل الحقيقة واضحة:
صوتك أمانة، واختيارك قرار مصيري. لا تدعه يُسرق منك بشعار فارغ أو وعد زائف.
والنهاية حين نقف أمام صندوق الانتخابات، نحن لا نختار شخصًا فقط، بل نختار مصير وطن. والسؤال سيظل يطاردنا:
هل اخترنا بعقولنا؟ أم سلّمنا الوطن لوجوه جديدة بلا مشروع، أو شعارات جوفاء بلا مضمون؟
 

تابعنا على فيسبوك

. .
paykasa bozum