18:10 | 23 يوليو 2019

كرامة المعلم: صرخة في وجه الإهمال والتجاهل

11:01am 29/09/25
صورة أرشيفية
احمد الشبيتى

مع بداية كل عام دراسي جديد، تتكرر المشاهد المؤسفة التي نشاهدها ونسمع عنها في محافظات مصر. السادة المحافظون، حفظهم الله، يقومون بجولات تفقدية، يوجهون الكلام، يرصدون المخالفات، ويحولون الأمور للتحقيق. ولكن، هل هذه هي الطريقة المثلى لتقييم العملية التعليمية؟
ما نشاهده من رفع أصوات المسؤولين الزائرين على المعلمين والمديرين أمام الأطفال يثير القلق. كيف يمكن أن نطالب الطلاب بالاحترام والتقدير للمعلم، بينما المسؤول نفسه يهينه ويقلل من شأنه؟ يجب أن تكون هناك وقفة جادة لحماية كرامة المعلم وتوفير بيئة عمل محترمة له.
جميعنا يعلم بوجود نقص حاد في الأيدي العاملة والإمكانيات في مدارسنا. السؤال الذي يطرح نفسه: من يحاسب الوزارة على هذا التقصير؟ وأين هو حق المعلم في توفير بيئة تعليمية مناسبة؟
عندما نريد أن نحاسب المعلم، يجب أولاً أن نكون على دراية كاملة باحتياجات المدرسة ونواقصها. يجب توفير كل ما يلزم من مستلزمات وأدوات، ثم بعد ذلك يمكننا أن نحاسب المعلم على أي تقصير. ولكن يجب أن تكون المحاسبة من خلال التحقيق الهادئ والمنصف، لا من خلال التوبيخ ورفع الصوت والمهزلة.
المعلم هو مربي الأجيال وصانع المستقبل. يجب أن نراعي القانون وننصف المعلم ونعطيه حقوقه كاملة، ثم بعد ذلك نحاسبه على أي تقصير. ما نراه من إهانة للمعلم بسبب أمور تافهة مثل النظافة أو التفقد يجب أن يتوقف. يجب ألا تكون هذه الأمور مادة دسمة للشاشات والصور.
بدلاً من ذلك، يجب على المسؤولين أن يسألوا: هل يوجد نقص في المعلمين؟ هل يوجد نقص في العمالة؟ يجب أن يتفقدوا ويرصدوا ما ينقص المدرسة من مستلزمات وأدوات، وأن يعملوا على توفيرها.
رسالة إلى كل مسؤول: قبل أن تحاسبوا المعلم، تذكروا أن كرامته من كرامة الوطن. المعلم ليس مجرد موظف، بل هو قدوة ومثل أعلى. فإذا أهناه، فمن سيحترم العلم والتعليم؟
دعونا نحمي كرامة المعلم، حتى نضمن مستقبلًا مشرقًا لأبنائنا.
 

تابعنا على فيسبوك

. .
paykasa bozum