منى صدقى تكتب : كلمة الرئيس السيسي في الأكاديمية العسكرية… بين إعداد الإنسان وصون الوطن
لا أستطيع أن أُخفي إعجابي بالكلمة التي ألقاها الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال زيارته الأخيرة للأكاديمية العسكرية المصرية. فقد كانت كلمة عميقة، تتجاوز حدود المناسبة البروتوكولية، لتضع أمامنا جميعًا – مدنيين وعسكريين – خريطة طريق لبناء الإنسان المصري الواعي، القادر على مواجهة التحديات التي تحيط بنا من كل اتجاه.
ما لفت انتباهي أن الرئيس لم يتحدث فقط عن التدريب العسكري والانضباط الصارم الذي يميز القوات المسلحة، بل ركّز على قيم أبسط وأهم: الصدق، الأمانة، التواضع، والقدرة على العمل الجماعي. هذه القيم، في رأيي، هي ما نفتقده كثيرًا في حياتنا اليومية، وهي ما يمكن أن يُعيد صياغة شخصية المواطن المصري، لا سيما الشباب الذين يمثلون عماد المستقبل.
الكلمة أيضًا كانت بمثابة تذكير بواقعنا الإقليمي المضطرب. فالرئيس تحدث بصراحة عن الأوضاع الملتهبة في المنطقة، وعن ضرورة أن يكون المواطن واعيًا بما يدور حوله. وأنا أرى أن هذه الرسالة شديدة الأهمية، لأن الوعي – وليس السلاح فقط – هو خط الدفاع الأول عن أي دولة. فكم من شعوب انهارت رغم امتلاكها جيوشًا قوية، فقط لأنها افتقدت وعي شعوبها.
أعجبني كذلك إصرار الرئيس على الربط بين الوحدة الوطنية والاستقرار. فالاستقرار لا يتحقق بالقوة وحدها، وإنما بالتماسك الداخلي وبقدرة الناس على الصمود في وجه الشائعات والضغوط. وهنا أجد أن كلمة الرئيس لم تكن موجهة للطلاب العسكريين فقط، بل لكل مواطن يسمعها.
لكن، ورغم هذا الإعجاب، يظل لدي تساؤل شخصي: هل نُترجم هذه الكلمات إلى برامج عملية في المدارس والجامعات ومؤسسات الدولة؟ هل نغرس فعلًا قيم الانضباط والوعي والصدق في كل مواطن، أم تظل هذه الرسائل حبيسة القاعات والاحتفالات الرسمية؟
إن كلمة الرئيس السيسي في الأكاديمية العسكرية كانت بمثابة جرس إنذار ورسالة أمل في الوقت نفسه. جرس إنذار بأن التحديات لم تنتهِ، ورسالة أمل بأن بناء الإنسان هو الطريق الحقيقي لحماية مصر. ويبقى علينا – نحن المواطنين – أن نتفاعل مع هذه الرسائل بجدية، وأن نكون على قدر الثقة التي وضعتها القيادة في شعبها.



















