18:10 | 23 يوليو 2019

ترامب بين حلم السلام الدائم وواقع النار المستتر في غزة

11:10pm 25/10/25
عصران الراوي

 

يبدو أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يحاول أن يكتب فصلًا جديدًا من فصول الشرق الأوسط بطريقته الخاصة بين لغة القوة التي يجيدها ولغة السلام التي يريد أن يسجلها في التاريخ باسمه إعلانه عن قرب جاهزية قوة دولية في غزة وحديثه عن سلام دائم يبدوان على الورق كأنهما بداية عهد جديد لكن بين السطور تختبئ معادلات أعقد بكثير من مجرد وقف إطلاق نار أو اتفاق سياسي عابر

 

الحديث عن قوة دولية بمشاركة قطرية يفتح بابًا جديدًا في إدارة ما بعد الحرب لكنه في الوقت نفسه يثير تساؤلات عن الدور الحقيقي لهذه القوة هل ستكون لحفظ السلام فعلًا أم لحفظ التوازن بين المصالح الأمريكية والإسرائيلية قطر هنا تتحرك بحذر تحاول أن تلعب دور الوسيط الموثوق لكنها تعلم أن الدخول إلى غزة في ظل هشاشة الميدان يحتاج أكثر من شجاعة سياسية

 

أما وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو فكان واضحًا حين أعلن أن لا خطة بديلة لدى واشنطن وكأنه يقول إن العالم مطالب بإنجاح هذه الصفقة لأنها ببساطة الخيار الوحيد المتاح لكن التاريخ يعلمنا أن الصفقات التي لا تمتلك بدائل تتحول عادة إلى رهائن في يد الواقع والواقع في غزة لا يرحم

 

إسرائيل من جانبها تبحث عن سلام آمن لا سلام عادل بينما الفلسطينيون يعيشون بين الحصار والوعود أما الإدارة الأمريكية فتمارس هوايتها القديمة في إدارة الأزمات لا حلها والأونروا التي تم استبعادها من المشهد ليست مجرد مؤسسة بل شاهد على أن الحلول الجديدة تأتي أحيانًا محمولة على أنقاض كل ما كان قائمًا

 

ترامب يريد أن يصنع مجده من بوابة غزة لكن غزة لم تكن يومًا ساحة مجد لأحد بل امتحان لكل من حاول أن يكتب التاريخ دون أن يقرأ الجغرافيا السلام الدائم ليس قرارًا يصدر من البيت الأبيض بل إرادة تصنعها الشعوب التي تعبت من الموت وآن لها أن تعيش

 

قد يكون ترامب صادقًا في سعيه إلى إنهاء الحرب لكن بين صدق النوايا وخداع السياسة طريق طويل والطريق إلى سلام غزة لا يُعبد بالكلمات بل بالتوازن والعدالة وحتى ذلك الحين ستبقى القوة الدولية المنتظرة عنوانًا جميلًا فوق أرض ما زالت مشتعلة تحت الرماد

 

تابعنا على فيسبوك

. .
paykasa bozum