18:10 | 23 يوليو 2019

ترامب يبرر الدم الإسرائيلي في غزة ويعيد تعريف السلام على طريقته

11:04am 29/10/25
صورة أرشيفية
عصران الراوي

كالعادة لم يخيب دونالد ترامب ظن من يعرفونه جيدًا فالرجل الذي يرى العالم من خلال منظار المصالح الأمريكية وحدها خرج ليؤكد أن وقف إطلاق النار في غزة ليس في خطر رغم أن الدم الفلسطيني لم يجف بعد من بين ركام البيوت المنهارة
تصريحات ترامب جاءت من جولته الآسيوية لكنها بدت وكأنها صادرة من مكتب تل أبيب لا من البيت الأبيض حين قال إن إسرائيل كان عليها أن ترد على مقتل أحد جنودها وإن ما فعلته مجرد رد فعل مشروع هكذا ببساطة يتحول القصف على المدنيين إلى رد طبيعي ويمنح الاحتلال تفويضًا مفتوحًا بالقتل ما دام الضحية فلسطينيًا
اللافت أن ترامب لم يتحدث عن أطفال غزة الذين احترقوا تحت أنقاض منازلهم بل عن حق إسرائيل في الانتقام مؤكدًا أن حماس ستواجه نهاية حتمية إن لم تلتزم بخطة السلام أي سلام يقصده ترامب سلام تُفرض فيه الإرادة بالقوة وتُدفن فيه الحقيقة تحت أطنان القنابل
الحديث عن خطة سلام كبرى للشرق الأوسط ليس جديدًا فقد سمعناه من كل رئيس أمريكي أراد أن يُظهر نفسه كصانع للسلام لكن الحقيقة أن كل تلك الخطط كانت تُكتب بالحبر الإسرائيلي وتُختم بالختم الأمريكي والنتيجة واحدة المزيد من الدم والمزيد من اليأس
في السياسة الأمريكية لا شيء اسمه توازن عندما يتعلق الأمر بإسرائيل فالحق دائمًا يُقاس بمعايير القوة لا بمعايير العدالة وما فعله ترامب اليوم ليس إلا استكمالًا لسياسته القديمة التي نقلت السفارة إلى القدس وشرعنت المستوطنات واعتبرت الاحتلال واقعًا لا يمكن تغييره
المشهد في غزة اليوم لا يحتاج إلى بيانات أمريكية ولا إلى خطط سياسية جديدة بل إلى موقف أخلاقي وإلى ضمير عالمي لم يتبلد بعد أما ترامب ومن على شاكلته فيرون في الدم الفلسطيني تفصيلًا ثانويًا على طريق صفقات أكبر
ويبقى السؤال متى يفهم الغرب أن من يزرع الظلم لا يمكن أن يحصد السلام وأن من يمنح القاتل رخصة للقتل يشارك في الجريمة ولو بصمته
غزة اليوم ليست اختبارًا للسياسة فقط بل للإنسانية ذاتها وأي صمت أمام ما يحدث هو تواطؤ مقنع بعبارات الدبلوماسية ترامب قال إن حماس جزء صغير من اتفاق كبير لكن الحقيقة أن تصريحاته كانت جزءًا كبيرًا من أزمة ضمير عالمية لا تقل دموية عن القصف نفسه
 

تابعنا على فيسبوك

. .
paykasa bozum