محمد غزال: كاشفاً خفايا عملية "الملاءة الرطبة” لإسقاط مصر
أكد محمد غزال، رئيس حزب مصر 2000 ورئيس إئتلاف الجبهة الوطنية الديمقراطية، أن ما جرى في يناير 2011 لم يكن مجرد انفلات أمني عابر أو نتيجة غضب شعبي مؤقت، بل كان عملية مخابراتية معقدة ومدبرة استهدفت إسقاط الدولة المصرية من الداخل، عُرفت في بعض الوثائق الأمريكية باسم "عملية الملاءة الرطبة"، ضمن ما سُمِّي حينها بمخطط "الشرق الأوسط الجديد".
وقال: المفكر السياسي محمد غزال في تصريح صحفي هام:
فتح السجون المصرية لم يكن عملاً عشوائياً، بل خطوة محسوبة ضمن خطة لإرباك مؤسسات الدولة وإسقاط منظومة الأمن الداخلي. تزامن اقتحام سجون وادي النطرون وأبو زعبل والمرج وطرة في وقت واحد يثبت أن ما حدث كان منسقاً ومخططاً بعناية. إن من يدّعي أن الفوضى وحدها هي السبب يتجاهل الأدلة التي تؤكد تورط قوى إقليمية ودولية في هذا المخطط."
وأشار إلى أن الوثائق والتقارير المخابراتية التي ظهرت لاحقاً – ونُشرت بعض تفاصيلها في كتاب "مؤامرات الإخوان من واقع سجلات المخابرات الأمريكية" للكاتب توحيد مجدي – كشفت عن اجتماعات سرية سبقت الأحداث، جمعت بين ضباط عمليات أمريكيين وقيادات من جماعة الإخوان المسلمين في إحدى العواصم الأوروبية، حيث تم بحث سيناريو "ما بعد سقوط نظام مبارك"، وتم الاتفاق على إشعال الموقف في الشارع عبر استهداف أقسام الشرطة وفتح السجون لإحداث فراغ أمني شامل.
وأوضح محمد غزال في تصريح لـه أن الوثائق تشير إلى أن قطاع غزة كان مركز عمليات تنفيذ الخطة، حيث تولت ميليشيات من حماس وحزب الله وجيش الإسلام بالتنسيق مع عناصر من أجهزة استخبارات أجنبية، مهمة تنفيذ الهجوم على السجون المصرية، باستخدام سيارات دفع رباعي وأسلحة متطورة تم تهريبها عبر الأنفاق، بتمويل ضخم وصل في شكل سبائك ذهبية إلى داخل القطاع كعربون للدمار والفوضى.
وأضاف "غزال"
لقد كانت واشنطن – وفقاً للبرقيات المسربة – تراهن على جماعة الإخوان باعتبارها الحصان الرابح في مرحلة ما بعد مبارك، ورأت في سقوط النظام المصري فرصة لإعادة تشكيل الخريطة السياسية في المنطقة بما يخدم مصالحها ومصالح تل أبيب. كانت إسرائيل تتابع المشهد من وراء الستار، وهي المستفيد الأكبر من انهيار الدولة المصرية، لأنها تدرك أن مصر القوية هي العقبة الكبرى أمام أي مشروع لتفتيت الشرق الأوسط."
وأكد رئيس حزب مصر 2000 محمد غزال، علي أن ما جرى في 28 يناير 2011 كان ضربة استراتيجية موجهة للبنية الصلبة للدولة، استهدفت إسقاط هيبة المؤسسات الأمنية ودفع الشارع المصري إلى حالة من الفوضى والعجز، تمهيداً لإعادة هندسة النظام السياسي بما يخدم قوى الخارج.
وتابع قائلاً:
لكن ما لم يدركه المخططون أن مصر ليست دولة عادية، بل كيان حضاري ضارب في التاريخ، يمتلك جيشاً وطنياً عقيدته حماية الوطن لا الأنظمة. فشلت المؤامرة لأن الوعي الشعبي المصري كان الحائط الأخير الذي تحطمت عليه كل موجات الفوضى. مصر خرجت من تحت الرماد أكثر قوة وصلابة، واستعادت مؤسساتها بهيكل جديد أكثر وعياً وخبرة."
وشدد على أن ما عُرف بـ"عملية الملاءة الرطبة" سيظل درساً قاسياً في تاريخ الدولة المصرية الحديثة، ورسالة واضحة بأن إسقاط مصر ليس مهمة عسكرية، بل وهماً مستحيلاً، لأن مصر لا تُكسر من الخارج بل تُحمى من داخلها بوحدة شعبها وجيشها ووعي مؤسساتها الوطنية.
وأختتم تصريحه قائلاً:
لقد كانت مؤامرة الذهب مقابل الدم، وحلفاء الشر الذين أرادوا إسقاط مصر، لكنهم فشلوا لأن إرادة المصريين أقوى من كل أجهزة الاستخبارات في العالم. إن ما حدث في يناير يجب أن يُقرأ لا كحدث ثوري فقط، بل كعملية ممنهجة لاختبار صلابة الدولة، وهو الاختبار الذي اجتازته مصر بجدارة."



















