محمود الأسد "البطل الذي نال الشهادة لإنقاذ حياة فتاة من الغرق كان يعرف بأن أجلة قريب جدا

كان محمود الأسد، الشاب العشريني المعروف بطيبة قلبه وشجاعته، قد كتب على حسابه على الفيسبوك قبل ثلاثة أيام كلمات تنبض بالزهد والحكمة: "ما كنا للدنيا ولا كانتالدنيا لنا، إن لله وإن إليه راجعون". كلمات أثارت استغراب أصدقائه، وكأنها كانت رسالة وداع أخيرة قبل أن يخلد اسمه في سجل الأبطال.
يوم الحادثة، وعلى كوبري أخميم، كان القدر يرسم مشهداً مأساوياً. فتاة يائسة ألقت بنفسها من فوق الكوبري في محاولة لإنهاء حياتها، وسط صرخات المارة وعجزهم عن التصرف. لكن محمود، الذي كان شاهداً على ما يحدث، لم يتردد للحظة واحدة. قفز في النهر خلفها لإنقاذها، دون أن يفكر في نفسه.
نجح أحد الشباب الآخرين في الوصول إلى الفتاة وإنقاذها، بينما كان محمود يكافح وسط المياه. لحظات قليلة كانت كافية ليغيب عن الأنظار، ويترك خلفه أثراً لا يُمحى في قلوب الجميع.
شهود العيان رووا المشهد بعيون دامعة، مؤكدين أن محمود كان بطلاً حقيقياً، ضحى بحياته من أجل إنقاذ روح أخرى. كلمات الوداع التي نشرها محمود على حسابه أصبحت أيقونة للبطولة، وذكراه ستبقى خالدة كشخص نال الشهادة في سبيل الإنسانية.