هل تستطيع الولايات المتحدة الأمريكية غزو مصر بقلم : نور سلامة

يتساءل الكثيرون في الآونة الأخيرة عن إمكانية غزو الولايات المتحدة الأمريكية لمصر فى ظل الضغوط الأمريكية لتهجير أهالي غزة إلى مصر ورفض القيادة السياسية المصرية حكومتا وشعبنا لفكرة التهجير وحاولنا في هذا المقال الاجابه عن السؤال المهم  هل تستطيع الولايات المتحدة الأمريكية غزو مصر نجد انه من الناحية النظرية، تمتلك الولايات المتحدة الأمريكية القوة العسكرية اللازمة لغزو أي دولة في العالم، بما في ذلك مصر، نظرًا لتفوقها التكنولوجي واللوجستي. لكن من الناحية العملية، فإن هذا السيناريو مستبعد تمامًاعدة أسباب اولها لعلاقات الاستراتيجية بين الولايات المتحدة ومصر وايضا مصر حليف رئيسي للولايات المتحدة في الشرق الأوسط منذ معاهدة كامب ديفيد 1979 وتلعب دورًا محوريًا في الأمن الإقليمي ومكافحة الإرهابب وواشنطن تقدم مساعدات عسكرية سنوية لمصر تُقدر بحوالي1.3 مليار دولار مما يعكس عمق التعاون بين البلدين.وغزو دولة ذات سيادة دون مبرر قانوني مثل الدفاع عن النفس أو تفويض من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يُعتبر انتهاكًا صارخًا لميثاق الأمم المتحدة، وسيواجه إدانة دولية واسعة، بما في ذلك من حلفاء الولايات المتحدة وهناك تداعيات لوجستيه فمصر دولة محورية في المنطقة بسبب قناة السويس، التي تُشكل شريانًا حيويًا للتجارة العالمية و أي اضطراب في استقرار مصر سيؤثر على الاقتصاد العالمي  قد تتدخل قوى إقليمية ودولية مثل روسيا أو الصين لدعم مصر سياسيًا أو عسكريًا لمواجهة الهيمنة الأمريكية وهناك التحديات العسكرية الميدانيه فعلى الرغم من التفوق الأمريكي، فإن الجغرافيا والسكان أكثر من 100 مليون نسمة) والتجربة العسكرية المصرية ستحول دون احتلال سريع أو مستدام وستكون هناك حرب عصابات في المناطق الحضرية مثل القاهرةستكون مكلفة للغاية في الأرواح والموارد وسوف يكون هناك الرفض الشعبي والسياسي الداخلي الأمريكيفالرأي العام الأمريكي لا يُظهر حماسًا لحروب خارجية جديدة، خاصة بعد تجارب العراق وأفغانستان والكونغرس الأمريكي قد يرفض تمويل عملية عسكرية دون مبرر واضح مثل تهديد مباشر لأمن الولايات المتحدة وهناك العواقب الأخلاقية والإنسانيةلان أي غزو سيؤدي إلى خسائر بشرية هائلة وتدمير البنية التحتية، مما يضر بسمعة الولايات المتحدة كـ"داعية للديمقراطية" ويُغذي الكراهية تجاهها في المنطقة.ولذلك فان الولايات المتحدة قادرة عسكريًا لكن العوائق السياسية والقانونية والاستراتيجية تجعل هذا السيناريو مستحيلًا عمليًا والتعاون الاستراتيجي بين البلدين، والمصالح المشتركة في استقرار المنطقة، يجعلان العلاقات الدبلوماسية والخيارات غير العسكرية أكثر منطقية بكثير.